الخميس - 28 مارس 2024

الناصرية سوءة الانظمة الجمهورية..!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


د. عائد الهلالي ||

كل الانظمة الجمهورية التي توالت على إدارة الدولة العراقية ما عدا حكومة عبد الكريم قاسم كانت تنظر إلى هذه المحافظة دون غيرها نظرة دونية واحتقار فمن حكومات البعث التي حكمت العراق لاكثر من ٣٥ عام والى الان نجد ان المدينة في حالة من التردي والتهميش ولقد طال التردي كل مفاصل هذه المحافظة برغم التخصيصات المالية الكبيرة منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا الحالي اما وضعها قبل هذا التاريخ فقد  كانت المحافظة مدرجة في خانة بمفردها عليها ان تكون مفقس بشري يرفد جنون صدام  ومغامراته بالمقاتلين لادامة زخم حبوبه العبثية  و من يتخلف عن ذلك مصيره ومصير اسرته معروف ولقد اتى الحصار على كل شيء فانهارت المدينة ومقضيها ونواحيها وتريفت بل اصبحت عبارة عن قرى كبيرة متنأثرة وهي التي كانت ولا تزال الرافد المميز لانهار العراق العلمية والثقافية والادبية والسياسية مدينة معطاة على كل الصعد بصماتها واضحة وجلية وعندما سقط الطاغية  كان اول المستبشرين خيرا بهذا الانجاز والانتظار  أبنائها لكن الفرحة لم تدم طويلة بل الصدمة كانت كبيرة وثقيله عندما ادركوا انهم وقود لنوع من انواع الحروب الجديدة فصارت ملاذ للسياسيين في اوقات الانتخابات فقط واستطاعوا ان يمرروا مشاريعهم القذرة من خلال تجنيد الملايين منهم في المعارك الانتخابية وانقسم الشارع وفق التوجيهات الجديدة والولاءات والميول والايديولوجيات الى طوائف وملل ونحل بل حاولوا تغذية الحركات المشبوهة والمنحرفة وذلك من خلال دخول اللاعب الإقليمي مستغلا حالة الانفلات والفوضى ومستغلا الاجواء التي سادت المدينة  جراء هذه المعطيات فسارع بدعم وتشجيع هذه المجاميع سواء تلك التي تتغطى بغطاء ديني او ليبرالي فمد يد العون لها  واضفى عليها صبغه شرعية بل ذهب البعض ونتيجة الجهل او العوز والعوز والفاقة والحرمان الى الانخرط بهذه التجمعات وبدأ بمحاكاة الاحزاب الكبيرة لا بل ظهر كمنافس خطير لها  ولقد حاول البعض استمالتهم وزج جزء من عنصريه معهم بداعي الدعم والمساندة والحماية لضمان الحصول على اكبر عدد من اصواتهم في الانتخابات القادمة والبعض اكتفى بالمغازلة والتعاطف بات  الشارع الان محتقن  وبشكل مخيف من أن ينزلق بحرب الولد وابيه  ..ولكن حبل الكذب قصير  فقد انكشف زيف ادعاءاتهم وبطلانهم وكذبهم فالناصرية الجريحة النازفة منذ اكثر من عام ونصف وتعاني ما تعاني من نقص كبير جدا في الخدمات وتهالك البنية التحتية فلا شوارع معبدة ولا مدارس ولا مستشفيات ولا وظائف قد ملت الوعود والإجراءات الغير نافعة او مجدية . ان تغيير الحكومة المحلية سوف لن يأتي بجديد طالما بقيت مفاتيح الخزنة بيد الاحزاب هي من تقرر وهي من يتحكم وهي من يوزع الحصص من الكيكية واليوم تفجع المدينة واهلها بفاجعة كبرى لاتضاهيها  في عظم المصيبة والمأساة ككارثة مدنية  الا حادثة غرق بنات مدرسة الفاطمية في الشطرة عام ٦٤عندما كانوا في سفرة الى مدينة العكيكه وغرقت سيارتهم في نهر الفرات عندما انقطعت الاسلاك الرابطة لمفاصل الجسر  ويذهب ضحيتها اكثر من ٥٠ طالبة لقد كانت اجراءا في ذلك الوقت على مستوى عالي من المسؤولية فقامت بكل ما يجب ان تقوم به حكومة تجاه ابنائها فأعلت الحداد العام في كافة ارجاء العراق وقامت بنصب مجالس العزاء في كل مكان وقدمت يد العون للاسر المنكوبه على الرغم من عدم حضور السيده بلاسخارت لتقديم واجب العزاء على اعتبار انها لم تكن موجوده فهل تسارع السيدة الاولى في العراق الان وتذهب الى الناصرية مثلما جلست عند اقدام المكدام هي ومن ذهب ان فاجعة مستشفى الناصرية كبيرة ومهولة جرح اخر تضيفه حكومة المبخوت الى تلك الجراحات النازفة والتي فقدنا عددها فلا يضاهي جراح الناصرية الاجراحك سيدي ابا عبدالله لقد تاجر الاعراب والاغراب وابناء جلدتنا بمهمومنا ومصائبنا تأجروا بكل شيء القانون والشرف والاخلاق  لقد هانت الناصرية عندما هان كل شيء في العراق  فهي نتاج هذه التجربة الفاسدة والتجارب التي سبقتها لقد سقط الجميع في بئر من اللامبالاة والاحساس بالعجز والحياة وعدم المسؤولية . عليكم ادراك ما يمكن ادراكي واستغلال هذه الفرصة لمصالحة شعبكم وجمهوركم كفروا عن سيئاتك وانسلوا لها من كل حدب وصوب خفافا وثقال اذهبوا الى ركنكم الشديد فلقد كان موقفهم مشرف في حرب داعش ومن سبقهم قارعوا كا انواع الظلم والجور وقفوا بكل بسالة وشجاعة وشرف بوجه الطاغية لاتنسيكم الايام والمكتسبات والمنافع والامتيازات عطاء هذه المدينة نعم انتم جاحدون  ولكن لازال في الوقت متسع للمصالحة على ان تكون مصالحة فعليه جوهرية لا كسابقاتها والا فلا مكان لكم بها ستخرجون منها مرجومين.. والعاقبة للمتقين
ان تبقى لديكم شيء من التقوى.
هذه رسالتي لمن تقاطروا على مستشفى اليرموك لزيارة المخطوف .
الموت خطف من الناصرية اكثر من ٥٠ شهيد .
وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ.