الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


مصعب الحسن ||

من المعلوم ان الديمقراطية هي أفضل هيئة توفر حياة كريمة للأفراد ، ولكنها للأسف ليست متاحة للجميع ، واذا توفرت
اقحاما كما حدث في العراق سرعان ما يتم لفظها كما لو كانت جرعة من دواء مر لا يستساغ، الديمقراطية حرفياً تعني “حكم الشعب”
هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما بصورة مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين عبر صناديق الاقتراع، والسؤال البسيط هنا هل نحن شعب يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه ؟
لو راجعنا تاريخنا سواء القديم او الحديث سنجد حقيقة واضحة للعيان مفادها أننا نرث الحاكم ولا نختاره
ولكي اكون اكثر دقة ، في الحقيقة هو الذي يرثنا كما لو كنا تركة أبيه وجده و الأرث الخاص ببنيه ، هو يرانا شيئا من اشيائه ، لا كيان لنا وبالتالي لا قرار ، علاقتنا واضحة حاكم ومحكوم له اليد العليا وعلينا السمع والطاعة سواء في السراء او الضراء ، وقبل ان يكون لنا حاكم كنا تحت وصاية شيخ فنحن عرب أقحاح غارقون في النظام القبلي
الذي لا صوت فيه يعلو فوق صوت شيخ القبيلة
وهو الأخر حاكم لكن على نطاق ضيق
الا أنه هو الأخر له ما له وعلينا ما علينا ،
الديمقراطية ليست سيئة بحيالها كما يحاول ان يصورها البعض ممن لا يطيب لهم العيش الأ تحت اقدام الدكتاتور
وعلى وقع سياطه
لهذا تجدهم يمنون النفس وفي اسوأ الأحوال بديكتاتور
شرط أن يكون ديكتاتورا عادل !
لعمري انها نكتة
كيف يكون ديكتاتورا وعادلا في ذات الوقت
هذا تناقض صارخ ،
ولأنهم لا يحتملون الحياة بدون جلاد
اخترعو مصطلح الديكتاتور المستنير الذي يتخذ القرارات المناسبة بفردية ودون رجوع او مشوره وضربو الأمثال
مرة بمصطفى كمال أتاتورك ( أبو الأتراك ) كما يعرف
وقائد الحركة التركية الوطنية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الأولى مؤسس تركيا الحديثة ومرة بأنور السادات
الرئيس المصري السابق وجعلوهما مثالا يحتذى به
وبديلا نوعيا للديمقراطية السيئة التي لا تتناسب مع خضوعهم والانبطاح ، وللأنصاف الديمقراطية يشوبها شيء من السوء
الا أن السوء الذي يعتريها في حالات خاصة ، هو سوء دخيل
وقد اشار له المؤلف جورج برنارد شو عندما قال
إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك ! وهذا الذي حدث بالفعل سيد برنارد شو
مجاميع الحمير تلك ومنذ سبعة عشر عاما لا تزال تعيد
ذات الخطأ بذات الطريقة وتنتخب الضباع والذئاب وكل من له ناب ، تغمس حافرها بذلك الحبر البنفسجي مرارا وتكرارا دورة في أثر دورة لنعيش الخوف على مدار الساعة ،
حمير بذاكرة سمكة تنسى او لعلها تتناسى من أجل وجبة غداء
اقيمت على شرف السيد النائب الذئب ،
حفنة برسيم كفيلة لتجعل الحمار ينهق بالروح بالدم
نفديك يا حيوان !! وينتخب القتله من جديد
للأسف اقولها والحزن يعتصر قلبي ما زال الوقت مبكر جدا
بالنسبة لنا ك شعوب قضت الشطر الأكبر من حياتها
خاضعة شعوب تفاضل بين طاغوت وأخر
وتزن السيء بالاسوأ
شعوب لم ننضج بما فيه الكفاية لتنعم بالديمقراطية
او تقدر قيمتها ، شعوب لم تعتد التغيير وتفضل الأستقرار
حتى لو كان أستقرار بنكهة القمع ، والذي زاد الطين بله كما يقال تلك النسخة المشوه التي قدمتها امريكا واطلقت عليها ظلما أسم الديمقراطية ، مما تسبب للناس بصدمة اتسعت حدقة اعينهم وفتحت افواههم على مصراعيها
اهذه هي الديمقراطية يال الهول اذا كان كذلك ياليتنا بقينا في كنف الدكتاتورية ، ولم نرى هذا التغيير الذي قلب حياتنا رأس على عقب ،
والديمقراطية بما هي بريئة من سوء استخدامنا وها انا انبري لأدافع عنها واقول فيها كما قالت كوكب الشرق عندما انبرت دفاعا عن الحب الذي بدأ يزدريه من لم يعرف كيف يعيش العشق وراح يلقي باللأمه على اجمل ما في الحياة وهو الحب قالت لهم بوضوح ان العيب فيكم او بمن احببتم أما الحب ك حب ( يا روحي عليه ) وانا اقول لكم العيب فيكم او بمن انتخبتم وكل العيب بامريكا التي دمرتكم وشوهت صورة الديمقراطية في اعينكم أما الديمقراطية ك ديمقراطية ياروحي عليها .