الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


سعد الزبيدي *||

الإنتخابات القادمة مفصلية بالنسبة لمستقبل العراق والعراقيين والواجب الوطني والديني والأخلاقي يحتم على الجميع المشاركة الفعالة من أجل تغيير المنطومة السياسة الفاشلة والزج بدماء جديدة خاصة بعد قانون الإنتخابات الجديد وتعدد الدوائر الانتخابية.
وعلى المواطن العراقي الذي يشكو حظه العاثر ويشتم الحكومات كل أربع سنوات أن لا يفرط بصوته ولا يبيعه بأبخس الأثمان فهو سيكون شريكا في الجريمة بحقه وبحق الأجيال القادمة ومن الواجب عليه أن يبحث عمن يستحق أن يكون أمينا على صوته ويمثله تحت قبة البرلمان ومن أجل تضيبع الفرصة على أحزاب السلطة التي جثمت على صدورنا أربع دورات إنتخابية والبرلمانيبن الفاشلين الذين انطلقوا في دعايات انتخاباية مبكرة حيث جولاتهم المكوكية وزيارة شيوخ العشائر والمناطق المعدومة الخدمات وتقديم الرشى والوعود بتحسين الواقع الخدمي لأبناء تلك المناطق والمشاركة في مناسباتهم السعيدة والحزينة ونشر صورهم لذر الرماد في العيون.
لابد من حملات توعية يقودها المثقفون والناشطون المدنيون ورجال الدين بضرورة المشاركة في الانتخابات ومدى أهمية الصوت الانتخابي في عملية التغيير المرتقبة فلا سبيل أمام الشعب بوجود أمريكا ودول الجوار المنتفعة من حالة الفوضى والضعف
والمحاصصة والفساد والمنظومة السياسية الفاشلة والحكومات التي لا تمتلك برامج حقيقية لمعالجة الواقع المتردي وعدم قدرتها على وضع حلول حقيقية لأزمات متفاقمة وملفات لا أول لها ولا آخر كملفات الطاقة وسرقة المال العام وزيادة عدد لعاطلين عن العمل والأزمة الاقتصادية والمالية وانتشار الأمية وارتفاع عدد من يعيشون تحت مستوى خط الفقر ومن يعيشون في العشوائيات وفي بيوت الصفيح وأزمة السكن وانهيار البنى التحتية وتردي التعليم والصحة والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والرقيق الأبيض والأعضاء البشرية والسلاح المنفلت وعدم تطبيق القانون والتصحر والجفاف… إلخ ونفاد صبر المواطن الذي خرج في تظاهرات عفوية راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى ومطالبته بالحرية والعدل والمساواة وبناء دولة المواطنة والتخطيط الاستراتيجي للغد يحتم أن نترجم هذه التطلعات إلى واقع ملموس عبر صناديق الاقتراع وعدم الانجراف لدعوات مقاطعة الانتخابات التي تتبناها أحزاب وشخصيات تراهن على إعلان حكومة طوارئ أو انقلاب عسكري أو إنقلاب أبيض والتي تحركها جهات إقليمية ودولية من ناحية وأحزاب السلطة من ناحية آخرى لضمان تدوير نفس الجهات حتى لو إختلفت الأسماء تحت قبة البرلمان ولابد من استغلال المراقبة الأممية للانتخابات ودعم المرشحين الوطنيين النزيهين وعدم التصويت للفاشلين فالمجرب لا يجرب والمؤمن لايلدغ من جحر خمس مرات.
العراق مديون بعشرات المليارات لصندوق النقد وهناك ديون مثلها داخلية ونحن نعيش فوضى ولا سبيل للخروج من تلك الأزمات إلا بوصول برلمانيين يكون ولاءهم الأول والأخير للعراق يتسلحون بالشجاعة والوطنية والنزاهة ونكران الذات لتشريع قوانين تخدم المواطن والوطن ولا تشرع لامتيازات الطبقة السياسة الفاسدة التي لا هم لها إلا الثراء السريع على حساب المواطن وتكون الرقيب على أداء الحكومة و تحاسب اللصوص والمقصرين والانتهازيين ولا تأخذهم في الحق لومة لائم وتؤسس لبناء دولة مؤسسات وتعمل على الفصل مابين السلطات وتخطط لمستقبل يخلو من الأزمات.
فلا تضيع الفرصة وليكن صوتك رصاصة الرحمة تضعها في رؤوس عاثت في الأرض فسادا.
وإن الغد لناظره قريب.
كاتب ومحلل سياسي