الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


عبد الحسين الظالمي ||

صديقي العزيز ورفيق دربي يامن استطعت ان تزيح كل من رافقوني عمرا من الزمن ، اعلن لك صراحة انك ازحت عن الساحة كل خصومك الاخرين الذين رافقوني وقد اعجز ان اعدد من استطعت ان تبعدهم عني بل وصل بك الحد الى درجة انك لا تسمح لي ان اتذكرهم وحتى ولو حصل فلا اغفل عنك طرفة عين وقد حرمتني من ان اعيش لحظات السعادة التي كنت اعيشها معهم. بدءا من التلفاز الذي غادرته الا ماندر وصولا الى الكتاب ذلك الذي كنت اسميه احسن انيس وافضل رفيق سفر لم يعد له وجود بفضل وجودك الذي اصبح ملازما لي ملازمة اختيارية ومرورا بجلسات الاحبه واجتماع الاخوه الذي تحول مجرد اجساد تقابل بعضها والعيون والافكار محدقه بك لا تريد ان تفارقك. كنت اظن انك لا تستطيع ان تقتحم حصون كانت عصية على غيرك ولكني ارى انك بدءت تسجل عليها الانتصار تلو الانتصار ومنها حصن الاسرة والعائلة اذا اصبح النت يجمعهم ويفرقهم بفضل وجودك كيف يشاء وانت الوحيد الذي جعلت الاباء يامرون بما لا يطاق وهم اول من يخالفون . واعترف لك انك بدءت تفتك في هذه الساحة ، وها انت تقتحم حصنا منيعا اخر اذ اراك اقتحمت حتى مقاعد الدراسة في كل مراحها وقد وصلت بلك الامور انك انقلبت على رفيق دربك الحاسوب وجعلته مجرد ارشيف دوائر ومحلات التسوق ومجرد ان تحصل غفله تقتحم مساحته وتجعل الموظف يسرع الى مغازلتك وربما البعض منهم يتجاهل حتى من يقف على شباك المراجعة يتوسل ان يرى عيون الموظف تصد عليه ، بل ولادهى من ذلك انك الان تراهن على اخطر مساحة يمكن ان يسبب اقتحامك لها ازهاق ارواح وها هم سائقي العجلات رغم سرعتها يداعبون أ زرارك وهم يعلمون انهم يداعبون ازرار الموت المحقق او العوق الشديد لهم ولمن يرافقهم .
والغريب اني شاهدتك تغزوا عيادات الاطباء والصيادلة ، اما غزوك الجلسات والاجتماعات
فحديث يحتاج له راوي احداث ليدون ما يشاهد من للقطات في البرلمانات والندوات . ولا انسى ان اذكرك انك جنيت كثيرا على اولئك الباعة المتجولين للصحف التي كانت مصدر رزقهم وقد قطعت عليهم هذا المورد اما اصحاب الصور الفوتوغرافية فايشكونك الى الله (لان قطع الارزاق اشد من قطع الاعناق ).
اما المطبخ فهو يبكي ويضحك يوميا ، يبكي لان ام البيت اصبحت تزوره قليلا وربما متاخره لانها مشغوله بك وتضحك لانك اصبحت ترى اكلات تصنع على طباخك اقل ما يقال عنها انها (خبطة جص ) اذا لم تكن غريبه لاتعرف تفاصيلها الا انت والطباخة .و الشيف ام علي او الشيف ابو علي .
اما الليل فانت الذي استطعت ان تتفوق على التلفاز الذي سبقك بان قلب سكونه الى حركة
وغير انماط النوم وستبدل ساعته لتصبح نهاريه بل بدل الليل والظلام والسكون الى قهقهه وغزو الثلاجة تالي الليل ليصبح البيض مفقودا صباحا في المحلات ترافقه الطماطم ومن هنا اصبح سعر الطبقة ثمانية الالف لانها منتج محلي وحتى اولئك الذين لديهم اللتزام يجبرون على النهوض وايدهم على افواههم لان النعاس الذي تسببت به يكاد يفتك بهم ..
رغم كل تلك المصائب والحرب التي تشنها على الانفس والاعصاب وما تفعله من فتن بين الصديق وصديقه وبين ابناء العائله والوطن والعشيرة والزوج والزوجة وربما من خلالك اصبحت تنسج احداث جريمة الخيانه وانت شريك في ارتكابها لانك السبب في نقل القال والقيل
والغث والسمين ، رغم كل ذلك لازال عشقك يتمدد وبدل الهاتف الواحد اصبح البعض يتزوج اثنان ويسعى الى الثالث وربما يقول الرابع حلال وضروري لتجعل من ام البيت عين عليك وعين على تلفون رفيق دربها الذي ربما سوف تهاجمه وتنتصر عليه عن قريب لتصبح سيد الساحة بين الطرفين
عزيزي الغالي ورفيقي الذي لا يفارقني حتى بعد تعقيبات الصلاة هل لك من قاهر ام انك سوف تودعني الى وادي السلام في صورة تلتقط للجنانيز والدفان وهو يهيل التراب .
اعترف لك اننا نعشقك رغم انك غيرت كل جميل في حياتنا ولخبطت الامور علينا حتى اصبحت ثائرا اكثر منا تحركنا حيث تشاء لتسقط دول وتهدم بيوت وربما قارات وقادمك مخيف بما يرافقك من برامج هي من صنع ايدينا كما انت
ايها الرفيق اللعين . واحب ان اعلن لك انك ربما الشىء الوحيد الذي يصعب نسيانه وذا حدث ذلك نعود عليك ولو قطعنا مسافات خوفا من المكروه … لان الرقم السري لم يعد محصنا بحصانة الملكية الفكرية .
٢٢/٧/٢٠٢١