الخميس - 28 مارس 2024

كلمات شيطانية في قاموس العملاء

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


جاسم الموسوي ||

عندما سمعنا ان وفدا حكوميا رفيع المستوى سيذهب الى واشنطن للقاء نظيره هناك من اجل وضع اللمسات الاخيرة على مسودة الحوار الاستراتيجي بجولته الرابعة والذي ستكون ثماره أعلان الانسحاب الامريكي من العراق وانهاء هذا الجدل الدائر بين الاطراف الشعبية والسياسية حول المقاتلين الامريكان واستهداف قطعات الحشد والجيش من قبل تلك القوات.
كما اننا سنتفرغ جميعا بعد هذا الانجاز الى اتجاهات مختلفة تخص الوضع العراقي انتخابيا اقتصاديا تجاريا امنيا وستشطب من ملفاتنا كلمة الاحتلال وقواته ومزاجيته في انتقاء الاهداف دون حياء او التزام بابسط قواعد الاعراف والقوانين الدولية.
وكان البعض يعول على هذا الوفد الرفيع والاغلب كان يشكك به لاسباب منها شكل الوفد ميوله شروط واشنطن لمن ياتي اليها للتفاوض اما ان يكون معها او لايعارض وجودها.
وهذه مقدمات التشاؤم المبررة والواقعية ان الوفد سيذهب للسياحة لا اكثر. ثم انتظرنا وانا منهم ان يخرج لنا بيان عن تلك المفاوضات واذا بالسيد وزير خارجيتنا يطالب بدعم امريكي وان العراق يواجه خطر داعش وان بقاء الدعم الامني واللوجستي والمستشارين حاجة وضرورة عراقية ولا اعرف هل سيادته نسي قرار البرلمان في ٥ كانون الثاني من عام ٢٠٢٠ والذي جاء بعد ان شكل الوجود الامريكي خطرا على العراق وكذلك استهداف القوات العراقية من قبل تلك القوات؟!
كذلك ربما لم يتذكر ان نوع العمليات الارهابية التي شنت على قواتنا كانت في قواطع القواعد الامريكية ولم يتذكر ربما ان امريكا في دولة قريبا ظلت تدرب وتسلح وتدعم جيشها لمدة عشرين عام ثم انهزم ذلك المتدرب المدعوم امريكيا بثلاثة ايام.
كما اراد البعض منهم ان يستخدم لعبة الحبر على الورق عندما غير اسم المقاتلين الى مستشاريين كذلك لعب الشيطان لعبته عندما اسند البعض بوجود الامريكان في اطار الاتفاقية الستراتيجية عام ٢٠٠٨ او ماتسمى بالاطار الستراتيجي.
ولا اعرف لماذا اطار ولم يكن هيكل لسيارة او دراجة كما اراد بعض الشياطين ان يربط الانسحاب المهزوم بنتائج سلبية على سعر الصرف والبنك الدولي وصندوق النقد وان العراق سيكون مثل لبنان.
وكذلك تلاعب البعض بكلمات منمقه عن عزم الامريكان التعاون مع العراق ومساعدتهم وكان امريكا لم تكن موجودة على ارض العراق منذ ١٨ سنة واخيرا وليس اخر وضع البعض معادلة خروج قوات الاحتلال الامريكي يعني احتلال العراق من قبل ايران ساقول لكم كما يقال بالمختصر المفيد.
ان امريكا لاتريد الانسحاب بطريقة افغانستان ولاتريد ان تعترف عن عجزها بالدفاع عن قواتها ولاتريد ان تنسحب مهزومة لان ذلك له تداعيات خارج حدود العراق وهي تعي ان ابواق الشيطان مهما حاولت الدفاع عنها فهي في ورطة وافضل طريق لها هو الانسحاب البطيء دون ضجيج.
وان مستقبلها في العراق لايمكن ان يستمر وهي حامله للسلاح بوجه ابناؤه واذا ما ارتكبت اي حماقة شاملة ضد اهداف معروفة لضربها او تدميرها فان امريكا في العراق ماقبل الضربة ليست احسن حال مابعد الضربة والى شياطين الخيانة كفاك تأمرك اكثر من الامريكان وان دبابير الشيطان سترحل معه وان غدًا لناظره لقريب