الخميس - 28 مارس 2024

لا أخلاقيات الصراع الإنتخابي..بلاسخارت بالخدمة..!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


عمار محمد طيب العراقي ||

حيثما تيمم وجهك، فثمة حديث عن مشكلاتنا السياسية، وما نجم عنها من مشكلات إجتماعية واقتصادية وأمنية..
هذا الحديث بات أقل من إعتيادي، ولم يعد محفوفا بالدهشة والمخاطر وإنجذاب المتلقي، فقد ألفنا الخطر وأدمناه، وحتى الموت، هذا الكائن السري؛ الذي لا يأتي إلا مرة واحدة لأي منا، ألفناه وصار صديقا حميما، ننتظره في كل لحظة..
من المؤكد أن هذا الوصف القاتم؛ لا يقدم حلا لما نحن فيه، فضلا عن أنه لا يسبر غور الحقيقة، تلك الحقيقة التي يعرفها بسطائنا، ويتغافل عنها ساستنا وقادتنا، ودعونا نسأل إمرأة قروية تخبز على تنور عن الذي يحدث؟ وستجيبكم فورا: إنهم يريدون قطع خبزتنا من هذه الدنيا مع أنها تخبز الخبز أمام أعيننا..تريد أن تقول هذه القروية البسيطة، إنها حرب فناء، حرب فناء تعني حرب وجود..إنهم يريدون إجتثاثنا من الحياة..
خلال ثمانية عشر عاما من عمر التغيير العراقي الكبير، نواجه تحديًا يبتغي تدمير ما نحاول بناءه، وتعمل أطراف عدة على محور تدميرنا؛ وكل له دوره، وتشارك تلك الجهات في مخطط متفق عليه بإصرار، نتيجته أن تلك الأطراف، وبضمنها أطراف داخلية تتكلم بألسن تشبه ألسننا، تعمل بشغف على خط التآمر على وحدتنا واستقرارنا وثرواتنا.
العملية السياسية تغلفها قشرة خارجية براقة مضللة أحيانا، وسوداء حالكة في أحيان أخرى، لكن كلتيهما يقود نحو الركون لمعطيات اللعبة الانتخابية، التي لا تقودها؛ اشتراطات الحق والحقيقة والعدالة والإنصاف، بل التسابق اللا أخلاقي للإستحواذ على مخرجات صناديق الاقتراع، اوعلى الصناديق ذاتها، وإذا لم يتم تحقيق هذا الهدف، فعلى الصناديق السلام، ولتذهب الى المحرقة كما فعلوا عام 2018.
الناخب العراقي ولوعيه السليقي؛ أكتشف هذه اللعبة مبكرا، ربما منذ أول ممارسة انتخابية لنا عام 2005، حيث توالت على مراكز التمثيل؛ شخصيات وقوى غير جديرة بهذا الشرف، لكن قوانين الانتخاب وفرت لهم فرصة لا يستحقونها؛ فاستغلوها أيما استغلال؛ وتصدروا المشهد دون إستحقاق، وفي غفلة من الحق والزمن.
النتيجة أن ذلك أشاع في أوساطنا الشعبية؛ قنوطا ويأسا واضحين، بيد أنه يتعين أن يكون القنوط واليأس؛ سببا أو مقدمة كبرى؛ لصناعة جيل جديد من الساسة أجدر بشرف تمثيلنا، لاسيما أننا اليوم إزاء فرصة أفضل للوصول الى هذه النتيجة، لأن الأدوات التي بيدنا أكثر قدرة على إيصالنا إليها.
إذا أحسنا إسثمار اللحظة التأريخية، واستطعنا فرض ما نريد، لا سيما أنه لا يمكن تحويل أصواتنا الى من لم ننتخبهم، وإذا ذهبنا الى صناديق الاقتراع؛ وفي رؤوسنا أسماء بعينها قررناها مسبقا، وليس بأثر ضغط اللحظة، ستخرج النتيجة مثلما نريد، لا كما يريدون.
ستضيق ايضا والى حد كبير؛ مساحة المناورة أمام القوى السياسية المتمردة، وعلى تلك التي تلعب على حبال تشرين، وإذا كانت هذه القوى؛ ترى أن من المناسب لها متابعة البقاء في الصورة، والبحث عن فوز في انتخابات حرة ونزيهة؛ بناءاً على سجلها السابق، فهي أمام مهمة محكومة بنتائج متواضعة، تبعا لتواضع عطائها على الأرض، والعكس صحيح..
لذلك خرجت علينا تلك القوى بلعبة الإنسحاب من الإنتخابات صوريا، وهي لعبة فقط لأنهم ما يزالون مسجلين كمرشحين لدى مفوضية ألانتخابات، ومن المحتمل بل من المؤكد على رأي أساطين التحليل السياسي، أنهم سيعودون في اللحظة المناسبة، بعد إستثمار مناشدات العودة كدعاية إنتخابية، وسيقولون أننا لم نعد إلا من أجل المحافظة على العملية السياسية، ومن أجل الديمقراطية..وسنعود ولكن بشرط أن تؤجل الإنتخابات، لأننا لم نحظ بفرصة منصفة للدعاية ألانتخابية، وسيستجاب لهم بضغط امريكي اوربي أممي، وبلاسخارت بالخدمة.!.
بلحاظ أن أكثر الاستراتيجيات الانتخابية مخالفة للقواعد؛ هي ألأكثر فاعلية، وأن القوى السياسية، ولكي تفوز بقلب الناخب لا عقله، ستلجأ الى عدد من الاستراتيجيات اللا أخلاقية لتحقيق غاياتها، مثل إستراتيجيات الكذب على الناخبين؛ والرشوة والإثارة والتسقيط السياسي، وتشويه سمعة المنافسين، بوسائل تهدف الى منعهم من الحصول على أصوات.
بالمقابل فإن هذه القوى، ستجد نفسها أمام تحديات عديدة، ليس أقلها خسارتها لجمهورها الثابت، بل وحتى لتنظيماتها الحزبية، لأنها فشلت في تحقيق آمال الجمهور، وأدارت ظهرها لتنظيماتها، التي باتت محرجة أمام الجمهور..الذي بات أكثر وعيا مما سبق، وصار يعرف أين يضع قدمه..
شكرا
10/8/2021