الجمعة - 29 مارس 2024

من ذاكرة ايام عاشوراء..أصحاب الامام الحسين

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


عباس كاطع الموسوي ||

ان معركة الطف افرزت لنا مجموعه من المواقف، التي خلدت في التاريخ، وجعلت كربلاء ساحة مفتوحة الى الان، يستمد منها الاحرار في كل مكان البطولة والشجاعة والايثار، وتكون شعلة وهاجه في كل زمان، ومن هذه المواقف هو موقف أصحاب الحسين في كربلاء، ولو راجعت السير والتاريخ، لوجدتهم قد طرزوا اروع المواقف في مسير الإمام الحسين عليه السلام، من سيره لكربلاء حتى استشهاده، واستشهادهم حتى نالوا خلود بكلمة الامام… مارأيت اصحاب أفضل من اصحابي ….
وهنا يحضر السؤال، ونقول من الأفضل أصحاب الحسين ام أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبقية الائمه او أصحاب الحسين وأصحاب المهدي. فهناك أراء ولكن الرأي الأرجح أن أصحاب الحسين أفضل من الجميع، والدليل الأول قول الحسين، اني لا أعلم أصحاب خير من أصحابي، فهل قول كلام المعصوم كان يخص الماضي أو الحاضرأو المستقبل، والارجع هو الجميع ، والدليل الثاني أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما مر بكربلاء، أشار لها هنا مصارع عشاق كربلاء لم يلحقهم أفضل منهم سابقا أو مستقبلا، وفي الزيارة انتم سادة الشهداء في الجنة، وزيارة الإمام الصادق عليه السلام، بابي انتم وامي، وهذه لا تكون إلا لأصحاب الحسين، وزيارة الحسين وفيها الدعاء في منزلتهم بقول قدم صدقا بالحسين وأصحاب الحسين وهذه لم تعطى الا لهم، وقول الحسين انتم أمامي في الجنة وقارن بين أصحاب بدر وأصحاب الحسين، حيث أن أصحاب الحسين ليس لهم إلا الموت وأصحاب بدر يعرفوا أن لهم حياة أو موت، وكذلك أصحاب الامام المهدي عليه السلام، والأمر الثاني في ليلة عاشوراه خيرهم الحسين بالذهاب، وأخذ الليل جملا، ولكنهم رفضوا وابدوا أقوال تبهرك، وتجعلك انك امام شخصيات يبدوا ادخرهم الله لهذا اليوم في عاشوراء ليطرزوا الخلود وليبقون نبراس للاحرار في كل زمان وكل مكان، اما أصحاب بدر فرض عليهم جهاد وكذلك أصحاب المهدي فرض عليهم الجهاد، والأمر الآخر أصحاب الحسين لم يفكروا الا بالحسين، فقد رأينا لم يذكروا أولادهم أو نسائهم أو أنفسهم، ولم يذكروا الا الحسين وهناك خصوصيات كثيرة لا يتسع المقال للاستطراد بها ولكن ابهرها قول عابس حب الحسين جنني وتقدم للشهادة بشجاعة خلدها التاريخ ٠
أن صفات أصحاب الحسين تجعلك انك امام اشخاص غير عاديين حيث تعلمنا دروس، وأول صفة من هذه الصفات هي العبادة، فلهم تاريخ طويل في العباده، وينقل لنا التاريخ في ليلة عاشورا كانوا بين ساجد وقائم وقاري للقرآن، حتى وصفوا أن لهم دوي كدوي النحل، وعندما بدأت المعركة وقف ابو تمام الصعيدي ليذكر الامام الحسين بصلاة الظهر، وصلى الحسين باصحابه صلاة الخوف، بعد أن وقف بعض اصحابه دروعا للحسين ليصلي بباقي اصحابه، بعد أن رفض عمر بن سعد أن يصلوا وبعد أن قضى الصلاة سقط اثنان من أصحابه شهداء، وقالوا لهم هل وفينا ياابن رسول الله، فأجابهم انتم أمامي بالجنه٠
ان أصحاب الحسين جسدوا المثل العليا في الحفاظ على القيم والمبادئ التي جسدت الوفاء والتضحية والاقدام وقد كانوا على بصيرة من امرهم، وهم قوم مستميتون لنيل الشهادة، وهذا الأمر وصفهم به الامام الحسين، عندما سألته زينب هل اختبرت اصحابك، فأجابها الإمام انهم يستانسون بالمنية دوني استانس الطفل لحليب أمه. فهذا زهير بن القين يجيبه والله لو اقتل ثم أحيا ويفعل بي سبعون مرة لما تركتك، وهذا حبيب بن مظاهر شيخ الأصحاب، الذي أخبره مولاه أمير المؤمنين بمقتله في زمان ومكان ليس هذا وفي مكان أفضل من صفين، وبعد أن تيقن انه مقتول غدا، يخير زوجته بالذهاب لأهلها وترفض وتقول له اتثكل الزهراء وانا لا اثكل هيهات.
والصفة الثالثه ليس لهم خوف للموت، بل عندهم فناء في حب الحسين، وعندما سقط زهير بن الفين شهيدا وكان ابنه ينظر إليه فسألته أمه ماذا ترى فأجاب سقط ابي فاجابته لماذا واقف أمامي اذهب وقاتل دون الطيبين، ولما رفض الحسين قتاله أخذته أمه وقالت للحسين اتثكل امك الزهراءولا اثكل انا بولدي، وعندما قتل الصبي، برزت أمه وارجعها الحسين ولما وصل الحسين له طلب الصبي منه أن ينقل رحل أمه إلى رحال أهل بيته بعد مقتله . وقد ضرب الأصحاب أروع الأمثلة، وهذا مسلم بن عوسجه عندما سقط من الفرس، وجاء له حبيب وطلب له وصيته، فلم يطلب الا رعايته للحسين مشيرا أوصيك بهذا، وناتي على العائله المسيحيه وهب وأم وهب وزوجته، التي ضربت أروع الأمثلة، فعندما برز وهب وقاتل حتى سمع زوجته تخاطبه قاتل دون الطيبين حتى استشهدا معا.
وعندما بقى وحيدا الامام الحسين شخص إلى مكان الأصحاب، قائلا ومخاطبا ربه أن حبست عنا النصر اجعل لنا ومعهم مكان في جنان الخلد، مخاطبا لهم بألم وقهر يا أصحاب الصفا وأصحاب الهيجا .. مالكم أناديك لا تجيبون، حتى قيل أن من أجسادهم الصريعه نضحت دما إجابة لقول مولاهم الحسين عليه السلام ومن هنا فان كربلاء قد رسمت بعض حلقاتها بطولات الاصحاب الذين خلدوا في التاريخ كخلود كربلاء.
لتبقى كربلاء نموذج فذا في اصحاب ما تخلوا عن مولاهم، وهم يرونه وحيدا(ليس مثل الذي تركوه مسجى وليحبكوا مؤامرتهم في سقيفة بني ساعده) ، فعزفوا باجسادهم الطاهرة سمفونية الخلود، ولتكن مكان رفاتهم الطاهرة قرب ضريح من احبوه عشقا، وذابوا فيه حتى روت دمائهم ارض كربلاء خلودا ورفعة، ونيل مكانة في نفوس عشاق الامام الحسين عليه السلام، وهم يمرون عليهم يذكورهم بالدعاء والزيارة، ونيل شفاعتهم… السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام٠