الجمعة - 29 مارس 2024

الجيش الافغاني يستسلم..هل في ذلك عبرة؟ !!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد العيسى ||

الجيش الافغاني يستسلم هذا عنوان عريض يتضمن جملة من الدلالات ربما ان الكثير منها لاتخفى على احد
عشرون عاما وامريكا تحتل افغانستان ،مايعني ذلك أن جيلا كاملاً من الجيش الافغاني قد تغير،واصبح على استعداد كامل لصد اي هجوم من قبل طالبان بعد أن زودته امريكا بمختلف الأسلحة ودربته على احدث الاساليب القتالية ،.
عشرون عاما والشعب الافغاني كان قدسلم إرادته وفوض أمره لاقوى دولة في العالم ،واعتقد انها القادرة على حمايته ،او ستبني له جيشا رادعا يستطيع حمايته .
عشرون عاما وقد خسرت امريكا مليارات الدولارات ،لكنها خرجت مهزومة ،مدحورة ،وتبين أنها نمر من ورق ،لاتكاد تخيف احدا من سطوتها وترسانتها العسكرية ،واساليبها الحديثة في التدريب ،والتظيم والإدارة .
سوف تسقط كابول ،وسوف تسقط معه كل اوراق المراهنين على أمريكا ،بل سوف يسقط كل المجندين والعملاء والذيول الذين صدعوا رؤوسنا بعبارات العامل الدولي وامريكا على وجه التحديد هي المنقذ للشعوب من بطش حكامها .
امريكا لاتستطيع فعل شيء ،وكلما تفعله هي أن تعطي الأموال ،وتحرك الشعوب ،وتثير الفتن والقلاقل ،وتؤجج روح الكراهية تجاه الحركات والكيانات والدول التي تعارض سياستها .
هي لاتبني
جيوشا لتدافع عن أوطانها ، بل هي تصنع كيانات عميلة ،لاتستطيع حتى حماية أنفسها.
انهار الجيش الافغاني لانه لا يمتلك عقيدة ،ولانه كيان هش وهو عبارة عن مجموعة من الفضائيين والمتسربلين كما حدث في العراق تماما عند دخول داعش ،.
وهكذا سينهار اي جيش تقوم امريكا بإعداده وتجهيزه ،ومن هنا فإن أكذوبة تدريب القوات العراقية تفضح نفسها ،فبعد عشرين عاما من تدريب الجيش الافغاني الذي حصل أنه انهار بأيام قليلة فماذا سيكون حال الجيش العراقي مثلا في اقل من هذه المدة.
الحرب الحديثة لاتحتاج الى تدريب بقدر ما تحتاج إلى عقيدة ،فالذين اعابوا على الحشد الشعبي قلة تدريباته خسئوا بعد ذلك لأن من حرر العراق هو الحشد ،وبذلك فإن من يريد أن يحل الحشد الشعبي عليه أن يدرك تماما أن داعش لاتمهلنا دقيقة واحدة حتى تحتل بغداد ،وعلينا من الآن أن نهيءالأسباب لأن نتتج جيلا اخر من الحشد ،فداعش قد فرخ دواعش كثر ،ومن يستطيع أن يواجههم غير أبناء المجاهدين من الحشد اوممن تربوا على حب الحشد وعقيدته .
وعلينا أن نربي أولادنا على المقاومة فلاسبيل اخر لتحرر الشعوب من سطوة الاستكبار غير سبيل المقاومة ،وعلى الخائفين والمرتجفين والمرجفين والعملاء والجوكرية أن يطموا أنفسهم بالوحل ،فان سعيهم قد خاب وخيانتهم قد ظهرت للعيان ،وان الأجيال القادمة سوف تفضحهم بعد أن يفضحهم التاريخ.