الجمعة - 29 مارس 2024

الإمامان السيستاني والخامنئي نوران يضيئان لنا الدرب

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||

▪️قبل أكثر من عشرين عاما عندما كان يدور الحديث عن موضوع الإيمان بولاية الفقيه وعدم الإيمان بذلك، ورغم اني في ذلك الزمان كان عمري صغيرا . لكني كنت اعتقد ان الحديث عن هذا الموضوع قد يسبب الفرقة بين المؤمنين لذلك لا داعي له. فكنت ابسط الأمور للأخوة الأعزاء الدين كانوا بعمري وكنت اقول لهم .
ان من يذهب إلى ولاية الفقيه وأقام ولاية الفقيه هو الإمام الخميني رحمة الله علیه وهو الفقيه الاصولي العارف الزاهد في حطام الدنيا . ولكن رؤيته و دليله ساقه إلى ولاية الفقيه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران من أجل عزة الإسلام وتجديد الإسلام وليس حبا بالدنيا وطمعا بها وهذا ما وقع فعلا ورأينا آثار ذلك …
ومن لا يذهب إلى ولاية الفقيه كالشيخ الأعظم الأنصاري والسيد الخوئي والكثير من طلابه ساقهم الدليل إلى عدم ولاية الفقيه، فهم فقهاء بل من أعظم الفقهاء في عصر الغيبة .
فالاختلاف في ولاية الفقيه ليس بين مذهب ومذهب ولا بين عالم وجاهل، بل بين اساطين العلم والمذهب الذين بذلوا كل شيء من أجل الحفاظ على الإسلام ، ولأجل ذلك فمن ذهب إلى ولاية الفقيه فهو مأجور ، ومن ذهب لعدمها فهو مأجور، وعلينا أن ندافع عن كل المراجع وان لا نجعل الأعداء ينفذون إلينا من خلال هذا الاختلاف العلمي بين العلماء.
وهكذا اليوم يطلق بعضهم بعمد أو بجهل، الحشد الولائي والمرجعي ، ففي الحقيقة لا يوجد حشدان إنما هو حشد واحد، خيمتنا رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام، وفي زمن الغيبة خيمتنا ومعسكرنا مراجعنا العظام الذين هم وكلاء الأئمة عليهم السلام .
فالإمام السيد السيستاني العالم التقي النقي الفقيه المرجع الأعلى للطائفة الذي يقول عن أبناء السنة لا تقولوا عنهم اخواننا بل قولوا أنفسنا. فهل يرضى أن يفرق بين أبناء الحشد هذا ولائي وهذا مرجعي ، كلا ورب الراقصات…..
وهكذا الإمام الخامنئي العالم الرباني الزاهد في حطام الدنيا الذي يتحمل هذه المسؤولية العظيمة في هذا العصر ويعين المستضعفين في كل مكان من العالم، فهو يسعى بكل ما أوتي من أجل جمع الأمة الإسلامية، فكيف يقبل بتفريق الشيعة والطائفة ….
لذلك ما اعتقده بالقطع واليقين ومنذ وعيت الإسلام أن مراجع الدين من اتباع آل محمد صلوات الله علیه هم انوار الدين والمذهب فكما كان الأئمة الأطهار لهم أدوار ولكنهم هدفهم واحد ، كذلك مراجعنا اليوم وان اختلفت ادوارهم لكنهم جميعا يسعون إلى الحفاظ على الإسلام والمذهب …..
انا احيانا عندما أزور مرقدا من المراقد للأئمة الأطهار عليهم السلام أهدى ثواب ذلك إلى الامام السيستاني والخامنئي، أشعر أنهما نوران في عالم الإسلام والتشيع يكمل بعضهم البعض الآخر في حفظ الإسلام والمذهب من الأعداء .
لذلك اتمنى ان تكون لي ألف روح أقدمها فداء للإسلام والدين تحت راية الاماميين العليين حفظهما الله ورعاهما…..
لذلك أيها الأعزاء : أقبل أيديكم أن لا تنجروا إلى ما يريده الأعداء من الفرقة والتمزق، وان لا تجعلوا الشيطان يدخل بينكم فيشحن بعضكم على البعض الآخر ، وان لا تجعلوا النفس الامارة تتحكم فيكم فتحرفكم عن الصراط ….
وفي الاخير اقول : كل واحد فينا يحب وطنه وبلده الذي ولد فيه ولا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال ، ولكن هناك وطن أكبر يجمعنا هو ديننا وعقيدتنا واسلامنا ومذهبنا مذهب أمير المؤمنين عليه السلام . وهناك أعداء كثر يشتركون في عداوتنا فعلينا أن نتحد بوجه هؤلاء الأعداء الذين يسعون إلى تمزيقنا من أجل سهولة افتراسنا…..
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام…..
ــــــــ