الخميس - 28 مارس 2024

الحشد والحاجة الى غطاء سياسي..

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


مازن الشيخ ||

في ذاكرتنا الفريبة إستمرار فترة عدم الاستقرار السياسي والامني في العراق, حتى حزيران/ يونيو عام 2014 الذي استولى فيه داعش على الموصل، جعل الوضع العراقي يأخذ ابعادا اخرى.
كانت المحصلة النهاية لكل هذه الامور دخول داعش للعراق. وقد وقفت قوات الامن العراقية عاجزة عن مواجهة تقدم داعش، بحيث استطاع داعش ان ينشط في الموصل وفي محافظات الأنبار وتكريت وديالى وجنوب كركوك وشمال بغداد وجنوبها، حتى وصل الامر الى سيطرة داعش على ما يقارب من ثلث اراضي العراق.
ولم يقتصر خطر داعش على العراق فحسب، انما اصبح هذا الخطر يهدد الشرق الاوسط بأجمعه.
أدّت هذه التهديدات الى حصول تغيرات في التوازنات السياسية والامنية في العراق، اضافة الى ظهور عوامل واتفاقيات وتوازنات جديدة في البلاد، وان كل هذه العوامل أثّرت في تحديد السياسة العراقية.
نشط دور داعش في هذه المرحلة السياسية بشكل كبير، ويضاف الى ذلك حصول تطورات في السياسة الداخلية العراقية، واضحت هذه التطورات الموضوع الاكثر نقاشا اقليميا وعالميا، وخاصة بعد عجز قوات الامن العراقية عن مواجهة داعش، الامر الذي ادى الى الحاجة الى الماسة الى فصائل المقاومة الإسلامية العراقية، وكانت الحكومة العراقية أمام خيار واحد لاغير، هو قبول تصدي تشكيلات المقاومة التي شرعت فور سقوط الموصل بعمليات عسكرية ضد داعش، غير منتظرة لموافقة الحكومة العراقية التي بدت عاجزة، وعمليا لم تكن لديها قوات يعتمد عليها حتى لحماية بغدا من الدواعش اتلذين باتوا يطرقون أسوارها بقوة.
كما ان اصدار المرجع الديني الأعلى علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي من جهة اخرى زاد من قدرة الحكومة العراقية على مواجهة داعش بحيث تطوع آلاف من الشباتن الشيعة العراقيين لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي.
ومن اجل ابعاد خطر داعش شمر الأخوة الإيرانيين عن سواعد المساعدة النزيهة، وشرعوا فورا بالمشاركة بالحرب على الإرهاب مقدمين دعما لوجستيا غير محدود، إضافة الى مشاركة مستشاريهم وعلى رأسهم الشهيد القائد الجنرال سليماني بشكل مباشر في العمليات تخطيطا ومشورة وقيادة ومشاركة مباشرة في احيان كثيرة، وقدموا عدد كبير من الشهداء على هذ1ا الطريق.
وهكذا اضحى خطر داعش من المواضيع المهمة في المنطقة. ولو نظرنا الى هذه المرحلة وخاصة بعد اصدار اية الله علي السيستاني فتوى الجهاد، نجد انه قد ظهرت قوات مقاتلة في الساحة العراقية تتكون من المتطوعيين العراقيين ، ومن رجال ينتمون الى قوى سياسية لها باع طويل في مقارعة نظام صدام، واما بعده الإحتلال الأمريكي،وهكذا تشكل الحشد الشعبي الذي اصبح من العناصر القوية في مواجهة داعش.
ان قوات الحشد الشعبي التي ظهرت في البداية بهدف تقديم الدعم والمساعدة لقوات الامن العراقية، اضحت بعد فترة من ذلك عاملا رئيسيا في مواجهة داعش.
وتحوّل الحشد الشعبي الى تنظيم مؤسساتي، باضفاء طابع المؤسسة الرسمية عليه، من خلال الدعم الكبير والألتزام المبرم من قبل معظم القوى السياسية العراقية خصوصا الإسلامية الشيعية، وفي طليعتها تحالف الفتح الذي يضم منظمة بدر والمجلس ألعلى وعصائب أهل الحق وكتلة تصحيح وكتلة سند، وهو تحالف عريض يشتمل على حوالي ثلث الساحة الشيعية العراقية، وغذا ما اضيف له تحالف دولة القانون وحركة حقوق الممثلة لكتائب حزب الله، التي انخرطت حديثا بالعمل السياسي، وكتلة النهج الوطني، فإن الحشد الشعبي يحظى بدعم ثلثي الساحة الشيعية ومعظم الساحة السياسية السنية التي تتبعها تشكيلات الحشد العشائري في المناطق المحررة..
لكن يبقى تحالف الفتح هو الداعم الرئيس للحشد الشعبي ومعقد آماله، والرادع القوي المضمون لمحاولات حله او دمجه، وهي محاولات تحظى بدعم أمريكي صهيوني عربي كبير.