الجمعة - 29 مارس 2024

ما هي العوامل الحاسمة في كسب الأصوات ؟!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

حافظ آل بشارة ||

1- الانطباعات السابقة للجمهور: الجمهور العراقي يعرف كل القوى السياسية المشاركة في الانتخابات، وبسبب حضورها المستمر في المشهد السياسي اصبح لكل جهة جمهورها التقليدي الذي لا يتغير الا بنسبة تتعلق بالناخبين الجدد البالغين السن القانونية، وهم عادة يتأثرون بثقافة اسرهم وموقفها الانتخابي، ومثلما تؤثر القناعات المسبقة في تثبيت الجمهور التقليدي فانها تؤثر ايضا في مواقف الجمهور المتردد.
2- القرار الأمريكي المسبق : المعروف ان التدخل الامريكي في نتائج الانتخابات له دور كبير في ترجيح هذا الطرف او ذاك ، ومع ان القوى السياسية تملك هامشا واسعا من الحرية الا ان التدخل الأمريكي هو الذي يتدخل في رسم المشهد النهائي ، بطرق الاسترضاء والضغط .
3- تأثير الشخصية القيادية : يعد تأثير الأحزاب محدودا في البيئات الانتخابية العراقية ، والمؤثر الاكبر هو الرمزية القيادية لرؤساء الاحزاب التي تطغى على الرمزية الحزبية ، فيتحول التنافس في الانتخابات الى تنافس بين انصار هذا القائد او ذاك وتكون لمواقف القائد وخطابه واداءه الدعائي الحالي دور كبير ليس في خلق قناعات جديدة بل في تعزيز القناعات الايجابية السابقة والتقليل من اثر القناعات السلبية .
4- الموقف السابق للقوى السياسية : اغلب القوى مشاركة في العملية السياسية لدورات عديدة ، وما حققته من انجاز او ما ابتليت به من فشل او فساد كله معروف لدى الجمهور ولا يمكن بسهولة تغيير قناعاته بهذا الخصوص ، والرأي العام متخم باسماء الفاسدين والفاشلين ورموز النهب المنظم ، يعرفهم ويعرف احزابهم ، وهو يعرف ايضا النزهاء والاكفاء والمدافعين عن مصالح الشعب ومن يرمزون الى الجهاد والشهادة ودعاة الاستقلال والسيادة.
5- مدى قوة وتأثير المرشحين اجتماعيا واعلاميا : عندما يكون اختيار المرشح من قبل حزبه صحيحا ومستندا الى اعتبارات اجتماعية في منطقته ومدينته وعشيرته ستكون نتيجته مضمونة ، يضاف الى ذلك مستوى اداءه الميداني وتحركاته اليومية في اوساطه ، ساعيا الى كسب اكبر عدد ممكن من الجمهور المتردد ، فالاداء الاعلامي الصحيح للمرشح وحضوره القوي يؤدي الى استقطاب الجمهور المتردد بل حتى جمهور الآخرين .
6- المفاجئات الانتخابية : وهي الضربات الاعلامية السحرية في الايام الأخيرة وتقسم الى ضربات هجومية تعزز قوة الرمز والحزب دون المساس بالقوى المنافسة ، او ضربات مقابلة لرد هجمات الآخرين ، ومن الناحية الشرعية والاخلاقية لا يجوز التراشق بالاتهامات والافتراءات والاكاذيب والتعرض الى غضب الله تعالى ، وكلما كان الحزب والرمز بعيدا عن المهاترات ، كان اكثر تقديرا واحتراما في الاوساط كافة واقرب الى التوفيق والتسديد الالهي ، ويفترض ان تركز المفاجئات الانتخابية على تقوية الذات دون المساس بالآخرين ، ويفترض ان يتولى قادة القوى السياسية الشيعية سياقات منظمة للتقارب والتواصل اليومي ، وعقد اتفاقات بعدم شن المعارك الاعلامية بين الشيعة انفسهم لأجل المقاعد النيابية ، وتنبيه اي طرف يستخدم جيوشا الكترونية سرية لشن هذه الهجمات التي لا يوجد فيها منتصر .
7- أمن الانتخابات : حرية الناخب عامل حاسم في اعطاء صوته طبقا لقناعته الحقيقية ، ويعد امن الانتخابات ضروريا لتوفير الحرية للناخب في مراكز الاقتراع ، ونقصد بالأمن مفهوما اوسع من ظاهرة تهديد العصابات المسلحة للناخبين واجبارهم على انتخاب طرف محدد بل نقصد كل عوامل التزوير والخداع التي تشهدها المراكز والتي تصادر حرية الناخب وتسرق صوته ، ولا يمكن مواجهتها الا بتشديد الرقابة وقوة الحماية المسلحة للمراكز