الخميس - 28 مارس 2024

ما هي منطلقات مشروع ذاكرة المجلس الأعلى؟!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


صابرين البغدادي ||

افتتح الشيخ الدكتور همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الاسلامي، يوم السبت 11/9/2021، أعمال مؤتمر (انطلاق مشروع ذاكرة المجلس الأعلى)، الذي أقيم بالذكرى السنوية الـ40 لتأسيس المجلس الأعلى.
من يقرأ كلمة الشيخ حمودي في المؤتمر والتي كانت أولى الكلمات، يكتشف أنه ليس إزاء فذلكة إعلامية جديدة للإحتفاء بمناسبة تأسيس حزب سياسي قديم بطريقة جديدة دفعا للملل!، بل سيجد نفسه إزاء مشروع عراقي حقيقي، لا يعني المجلس الاعلى فقط، بل سيمتد إن توفرت له عوامل الديمومة والإنجاح، على طول الساحة السياسية العراقية وعرضها..
كما انه توثيق ضروري ولازم لحقبة تاريخية مهمة تمتد منذ إعتلاء البعث ظهور العراقيين في عام 1968 ولحد الآن..
تاريخ المجلس الأعلى لا يبدأ من أواخر عام 1982كما هو مثبت رسميا، حيث أعلن تأسيسه في طهران كإطار جامع للمعارضة العراقية لنظام صدام، بل يمتد الى تاريخ قوى المعارضة ذاتها، والتي تشكل منها المجلس الاعلى للثورة أإسلامية بتوجيه من الإمام الخميني رض، وبزعامة آية الله محمد باقر الحكيم “:رض”، وهو أيضا تاريخ منظمة بدر الجناح الفعال المقاتل في المجلس الأعلى لغاية 2021 ، بل وتاريخ قوى أخرى كحركة المجاهدين، وحركة حزب الله في العراق وحركة سيد الشهداء، ومؤسسات منبثقة عن المجلس ألأعلى، كمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي أقيم تحت شعار (المجلس الاعلى، ثورة ودولة وتصحيح)، أعلن الشيخ الدكتور همام حمودي “انطلاق مشروع ذاكرة المجلس”، مبينا ان :
أولا/ ذلك يأتي اولا بعد 40 عاما من الجهاد والتضحية والمعاناة والشهداء وصولا للحرية ثم بناء الدولة وانتهاء بتصحيح مسار المجتمع والدولة من أجل وضع رؤية للمستقبل مبنية على ماتم انجازه..
ثانيا / هو الحملة الشرسة المعادية التي قام بها البعثيون والحاقدون على العراق لتشويه البلد والمشروع مما يفرض موقفا مدافعا وموضحا ومعرفا بما تم انجازه.. وثالثا أن جيل الحرية لما بعد 2003 وفي ظل الانفتاح الكبير بات لايعرف نفسه وهويته وظروفه، ولابد من وضع رؤية لتاريخنا وانفسنا وللعراق ومواصلة تربية الجيل كي يستمر بعملية البناء التي انطلقنا لاجلها”.
ثالثا/ ان “مشروع ذاكرة المجلس ليس مشروع المجلس فقط ومن تحمل المسؤولية في تلك الفترة، وإنما مشروع كل العراقيين التواقين للحرية والعدالة والكرامة”، مشددا على “أهمية ان يتحرك الجميع باتجاه التصحيح”.
رابعا/ استعرض الشيخ حمودي “عناوينا تاريخية للحركة الاسلامية العراقية بدء من المرجع السيد محسن الحكيم ثم المرجع السيد محمد باقر الصدر (قدس سرهما)، والتحول من مشروع ثقافي الى سياسي وجهادي لمواجهة النظام،
خامسا/ أن “تأسيس المجلس الاعلى الذي وضع مسارا جديدا متمما عنوانه الامة وليس النخبة والحرية والجهاد والارتباط بالمرجعية، وضم كل القيادات الاسلامية العراقية- سنية وشيعية- بمواجهة النظام الفاشي”.
على هذه المسارات المهمة تناول المؤتمر في محوره البحثي الاول مرحله الانبثاق والتأسيس، وفي محوره الثاني مرحلة العمل الجهادي التي شملت (الاهوار، وكردستان، والعمل في الداخل، والعمل العسكري والثقافي) والتي استذكر حقائقها عدد من النخب القيادية لتلك المرحلة..
نشير الى أن ثمة دالة مهمة أخرى رافقت المؤتمر، تمثلت بافتتاح معرض تضمن عشرات الصور الفوتوغرافية التي وثقت أحداثا ومواقفا وحراكا من ذاكرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.