الخميس - 28 مارس 2024

الذاكرة العاصفة للمجلس ألأعلى الإسلامي العراقي..

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


ياسر الربيعي ||

شرع المجلس الإسلامي الأعلى وفي ذكرى تأسيسه الأربعين ،بعملية إستدعاء ذاكرته السياسية، لا سيما أن طول المدة وعوامل الزمن والتقادم، والحكمة الإلهية المتعلقة بالغياب بسبب الموت، كلها اسباب تعجل بالشروع بهذه المهمة العظيمة، قبل أن تتآكل وتنتهي من ارؤوس..
من المؤكد أن المجلس الأعلى يتوفر على خزين مكتوب ومحفوظ يتمثل بأدبيات مؤسسه آية الله العهظمى الشهيد محمد باقر الحكيم، والمراسلات والتراث المحفوظ لقيادات المجلس، فضلا عن كم هائل من الصحافة الورقية المحفوظة، ومحاضر الجلسات والمؤتمرات واللقاءات، وكلها تشكل خزينا معرفيا يمكن إعتماده كمصار لتنشيط الذاكرةوتدوينها.
ثمة أمر مهم أيضا وهو ما يتعلق بتراث فيلق بدر الذي كان ذراعا عسكريا للمجلس الأعلى وبقي تحت قيادة المجلس العلى لغاية 2021، بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم (رض) وجدت منظمة بدر وهو أسم الفيلق بعد ان تحول الى العمل السياسي، نفسها مضطرة ، بعد هذا العمر الطويل، لأن تأخذ لنفسها طريقا خاصا وتنفصل عن المجلس الأعلى، لا سيما بعد أن لاحت بوادر النحراف على مسيرة المجلس عن خطه المعروف، بعد تبويء السيد عمار الحكيم رئاسة المجلس عقيب وقاة والده .
اليوم على المجلس الأعلى وكي تدون ذاكرته بطريقة علمية منهجية، أن يفتح ملفات كثيرة ويتناول قضايا مسكوتاً عنها، 1967، من الطبيعي أنها شديدة الحساسية لأنها تتناول أحداثاً مهمة ذات ابعاد خطيرة،، ما يزال كثير من شهودها و والمشاركين بصنعها أحياء، وهو ما يعطي التدوين صدقية، لأنهم قادرون على الرد وتأكيد أو تفنيد أحداث شاركوا بها شخصياً في بعضها، وسمعو عن بعضها الآخر من مصادر، من المؤكد أنها قوية بحكم المواقع التي تبوأوها ،والملفات التي تمكنوا من الاطلاع عليها والروايات التي وصلته من الأحياء.
من المؤكد ان ذاكرة المجلس الأسلامي ألعلى ذاكرة عاصفة، وتدوينها سيكشف أسرارا كثيرة وخطيرة لفترة مقارعة النظام الصدامي، ومن المؤكد ايضا أن للمجلس العلى دور كبير في تأسيس عراق ما بعد صدام حسين، وهو دور على الرغم من الإنفتاح الإعلامي الكبير الذي شهده العراق بعد 2003 لكنه يبقى تاريخا محفوفا بالأسرار والمخاطر، كما ان اطرافا كثيرى تسعى لإبقاءه مكتوما لأن أشياء كثيرة يريدون إخفائها..
ـــــــــ