الجمعة - 29 مارس 2024

مفاتيح الجنة في الحرب العراقية الايرانية..!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


ضياء ابو معارج الدراجي |\

عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية في ايلول عام ١٩٨٠ كنت طفلا في عمر الثمان سنوات اتمتع بنهاية العطلة الصيفية بين مرحلة الثاني ومرحلة الثالث الابتدائي في مدرسة الواثقية الابتدائية المشيدة باطراف بغداد الشمالية منطقة الشعب والتي كانت تشغل بناية مدرسة الازدهار الابتدائية وتشاركهما ايضا مدرسة جبل طارق الابتدائية لتكون البناية بثلاث مدارس وثلاثة اوقات دوام لكل مدرسة ٣ ساعات فقط تبدأ من السابعة والنصف صباحا وتنتهي الساعة الرابعة ونصف مساءا ثم ياتي دور تعليم الكبار من امهاتنا بنظام محو الامية من الرابعة والنصف مساءا وحتى السادسة والنصف مساءا وبعدها تتحول بناية المدرسة الى مقر اجتماعات تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي المقبور.
كان بيتنا ذو الطابقين قريب جدا من بناية المدرسة بحيث اشاهد كل ما يدور داخلها من تحركات واحداث من بوابتها وحتى ساحة المدرسة و غرفة الادارة بجميع الاوقات.
لم تكن بداية الدوام المدرسي في تشرين ١٩٨٠ مشجعة لي وخصوصا كنت اخاف بشدة من القصف والطيران واصوات الانفجارات ومقاومة الطائرات و كذلك كنت ارتعب من يوم الخميس ورفعة العلم الذي فرض فيها اطلاق عيارات نارية صوتية من فوهة بندقية كلاشنكوف أثناء رفع العلم العراقي بيد فريق من الدفاع المدني الذي كان يتواجد باستمرار في المدرسة بعد اندلاع حرب الثمانين.
كنا أطفال نستمع لكل ما تقوله لنا مرشدة الصف ونصدق كل ما تطرحه من افكار وكلام فهي معصومة لدينا من الخطأ و كلامها اصدق واوثق من كلام آبائنا وأمهاتنا.
وكانت معلمتنا وباقي المعلمات في جميع المدارس الثلاث وكذلك في فترة محو الامية يزقون في روؤس طلابهم الفكر البعثي وان (الخميني الدجال..كذا) يخدع الايرانيون بقلادة ذات مفتاح يعلقها على رقابهم ويطلق عليها اسم مفتاح الجنة او مفاتيح الجنة لتفتح لهم ابواب الجنة عندما يقتلون بحربهم مع الجيش العراقي وهو الامر الذي كان يعول عليه الخميني ليخدع تلك الاعداد الهائلة من المقاتلين ويرميهم في نار القتال مع العراقيين .
كنا من سذاجتنا نصدق هذا الهراء لكن بمرور الزمن وتفتح العقلية ونمو ادراكنا المعرفي وثقافتا الشيعي البيتية فهمنا تماما ان النظام الصدامي كان يشوه صورة الامام روح الله الخميني قدس و كذلك يشوه صورة كتاب شيعي اسمه ( مفاتيح الجنان)، كتاب من الأدعية الشيعية والتفاسير يحوي تراث شيعي صافي يمتلكه كل شيعي خارج العراق مدني كان ام عسكري بينما يمنع هذا الكتابة ويحرم على شيعة العراق وتصل عقوبة من يمتلكه او يقتنيه او يقبض عليه متلبس بحمله الى الاعدام ومصادرة الاملاك المنقولة وغير المنقولة مع العلم ان هذا الكتاب مطبوع باللغة العربية فيه ادعية كدعاء كميلة ودعاء الصباح لامير المؤمنين علي علية السلام وادعية التوسل والمناجاة للامام علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن امير المؤمنين علي عليهم السلام جميعا وكذلك ادعية الايام،ويحوي نصوص زيارات الأئمة عليهم السلام و الأعمال التي يقوم بها الشخص في حال زيارة أحد الأماكن المقدسة، وأعمال الشهور التعبدية الخاصة بكل شهر هجري والأيام الهامة فيه و كذلك العبادات التي ينبغي على المسلم الشيعي عملها.
بالإضافة لذلك صلوات خاصة لقضاء الحوائج مثل صلاة النبي محمد صل الله عليه واله ، وصلاة فاطمة الزهراء عليها السلام وصلاة جعفر الطيار وغيرهم من الائمة الأطهار عليهم افضل الصلاة والسلام.
ما دفعني لكتابة هذا المقال اليوم هو ان هناك من شبابنا العراقي المغيب ذهنيا والذي لم يعاصر تلك الفترة لا يزال يصدق بذلك التلفيق الذي كانت تنشرة اجهزة النظام الصدامي القمعية وحزبه المقبور ضد المرتكزات الشيعية وكتب الشيعة الموثقة وقلب حقيقة هيئة وشكل كتاب شيعي ورقي بعنوان(مفاتيح الجنان) الممنوع بعثيا داخل العراق الى هيئة شكل مفتاح من حديد معلق على الصدر يفتح ابواب الجنة عند الموت في عقول المجتمع العراقي ويمنعهم من التفكير والبحث والاستقصاء عن حقيقة الامر وخصوصا ان تلك الامور التافهة والكذبة الواضحة لا يمكن ان يصدقها عقل مراهق على انها تصدر من مفكر اسلامي بحجم روح الله الخميني قدس الذي صنع اكبر واقوى دولة شيعية في العصر الحديث و لا تزال تقاوم القوى العالمية العظمى ومستمرة في نهجها رغم الحصار عليها منذ تشكيلها خلال الاربعين عام الماضية.
لذلك اقول لصديقي المصدق بكذبة مفاتيح الجنة الصدامية المعلقة على الصدور والتي طرحها اليوم بانفعال لاتهام ايران واغاضتي رغم اني لا اتأثر بهذا النواع من الهراء والكذب ان هذه الكذبة كانت لتشويه عقلية وفكر الامام روح الله الخميني قدس في مجتمعنا العراقي صدقها البعثية و أعداء الشيعة و ايران من العراقين والعرب كما ان مصطلح مفتاح الجنة البعثي الصدامي محور عن اسم كتاب مفاتيح الجنان الشيعي واسع الانتشار والمحفوظ في قلوب كل شيعة العالم ومحرم على شيعة العراق في زمن البعثية وهو كتاب ورقي ديني وليس مفتاح حديد معلق بالرقبة يفتح باب جنات الله وانما كتاب يفتح عقول المغيبين عن الله عابدين صدام والبعثية.
ان تلك الكذبة البعثية وطرحها لا تمس الامام الخميني وايران فقط وانما هي تمس كل شيعة العالم ومنهم شيعة بلدك العراق شركاء الوطن فلا تستغفلوا عقولنا ولا تهينوا عقائدنا بتلفيق صدامي انتهى مع صدام وبعثه المقبور.