الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


سعد جاسم الكعبي ||

في الإنتخابات البرلمانية العراقية لم يعد من المفاجئ ان نسمع بممارسات غير مألوفة بالنظم الديمقراطية في اماكن اخرى من العالم.
فالمسؤول عندنا لايريد ان يغادر البرلمان ولذا صار مالوفا توريثه لاقابه من مختلف درجات وحسب قربهم منه ووفقا لطبقات الارث بالشريعة الإسلامية! ،حتى ان أحدهم قبل دورتين انتخابية رشح زوجته الامية وهي ربة بيت كنائبة ونجح في اداخالها قبة البرلمان لا لشيء الا من اجل ان تاخذ راتبا تقاعديا ضخما !!.
الانتخابات في العراق الذي يعيش بأزمة اقتصادية خانقة،تاتي في ظل ارتفاع البطالة بين أوساط الشباب، وانعدام بعض الخدمات الأساسية في عموم المحافظات، واستشراء الفساد والمحاصصة.
الاحزاب غالبا ما تعمد عبر انتشار موالين لها في عدد من المؤسسات الرسمية إلى ابتزاز المواطنين بشكل غير مباشر، عبر السيطرة على الخدمات والمساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة.
ولم تقف “الحرب” الانتخابية، كما يصفها البعض، عند تمزيق الملصقات الدعائية، وإنما انتشرت وبشكل لافت مقاطع تسقيط وتشويه وصور فاضحة وستزيد حدتها تصاعديا مع العد التنازلي لموعد إجراء الإنتخابات.
مواقع التواصل الاجتماعي بدأت، تتناول تلك المواد على أنها “فضائح” لقوائم ترأسها شخصيات سياسية بارزة، في اختيار المرشحين على أساس المحسوبية والعلاقات الشخصية، بدلا من معيار الكفاءة وحسن السيرة.
فنشر مقاطع هزلية ،ربما مشوهة وصور فاضحة لمرشحين ليسوا معروفين، لا يكون في الغالب المقصود به المرشح ذاته فقط، وإنما ينسحب ذلك على القائمة بأكملها والزعامات السياسية التي ترأسها.
اما ظاهرة إتلاف وتمزيق اللافتات الانتخابية، فهي ظاهرة مزدوجة يمارسها البعض من الشعب ربما بتلقائية تعبيرا عن الغضب من الطبقة السياسية وعدم الثقة بها، لكنّ منهم من يمارسونها بشكل منظّم ولحساب مرشّحين آخرين مقابل أجور فضلا عن وعود في حال الفوز بالانتخابات من قبل توفير الشغل والسكن!.
الجيوش الإلكترونية غزت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بصفحات وهمية هدفها استهداف شخصيات وكتل سياسية وتمجيد شخصيات وكتل أثبتت فشلها في الحكم، والجميع يعلم المصادر المسروقة من المال العام لتمويلها الضخم وإدارتها بهذه الكيفية المتقنة.
ظاهرة ترشيح الاقارب من ابناء وبنات المسؤولين مألوفة لدينا منذ عام2005 ، اليوم وصلت في هذه المرة لتشمل العمات والخالات وهذا النائب الحالي والمرشح المنتظر، الذي سبق إدانته بشبهات فساد وخرج في العفو بعد شموله به ،ها هو يرشح خالته وبكل وقاحة يطالب الجماهير بانتخابها .
يا له من سقوط مدو بالاخلاق من البعض ممن صاروا يسمسرون حتى بعوائلهم من اجل المال والنفوذ !!.
ماذا يحصل بالبلد ؟،وهل نسمح باستمراء تردي الاخلاق والاستهانة بهذا الشعب لهذه الدرجة ،صدقوا المرة المقبلة سنجد من يشرح “مرته”او حتى عشيقته بكل استهتار طالما قبلنا من هذه النماذج انتخاب الخالة والعمة وهي لاتعرف من السياسة “الجك ولا البك”.