الخميس - 28 مارس 2024

الحشد السياسي النيابي..بين الحاجة والطموح..!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


محمد علي السلطاني ||

ونحن نقترب من يوم التغيير ، يوم الوفاء للوطن ، وللذين افتدوه بالغالي والنفيس ،فداء حزت فيه الرؤوس ، وتقطعت به الاجساد دفاعأ عن الوطن والمقدسات ، نرى ان الخنادق قد تمايزت ، والمواقف اعلنت ، والنوايا كشفت ، والحقائق بانت ، واساطين العلم ، واهل الحل والعقد قد ابرئوا الذمة ، وبذلوا النصح ، وإقاموا الحجة ،
وكلهم اجمعوا على اختيار من يحفظ للأمة ثوابتها .
ومما لا شك فيه ، ان الحاجة والظرف يفرضان على الواقع ارادتهما ، وتختلف الحاجات حسب طبيعة الظروف التي تفرضها ،
فتارة يكون الظرف ازمة اقتصادية ، تتطلب حلولا اقتصادية لمواجهته وتخطي الازمة ، وتارة اخرى قد يكون الظرف خطرأ ينذر بأزمة مياة مثلأ ، يتطلب حاجات مختلفة تقدم حلول تساعد على حل تلك المشكلة ، مثل بناء السدود او حفر الابار ، واحيانأ يكون الظرف ازمة امنية تعصف في البلاد ، وتفتك بالعباد ، وتهدد الدولة بالتشظي والزوال ، كما حدث في احتلال داعش لمساحات شاسعة من العراق ، وما اعقب ذلك من ويلات ومأسي لازلنا ندفع ثمنها حتى اللحظة ، في تلك الازمة شارفت الدولة على الانهيار ، ونطبقت كماشة الارهاب على المدن ومن فيها ، فلا خلاص ولا منجى من اتون تلك العصابة .
فقد بهت الجميع ، واخذت المدن تنتظر دورها واحدة تلو اخرى في طابور الانهيار .
وهنا جاء دور المرجعية ، صمام امان البلاد ، لتلقي طوق النجاة للعراق ، فأطلقت فتوى الجهاد العظيمة ، لتكون تلك الكلمة عصا موسى التي تلقف ما يئفكون .
وولد الحشد من رحم تلك الفتوى، الحشد الذي هو حاجة وطن ، كاد ان يبتلع ربوعه الارهاب ويحيله اثر بعد عين .
وهكذا ، تولد الحاجات والضرورات من رحم الظروف ، لتكون عامل توازن ، وعنصر استقرار ، يحفظ للحياة الديمومة والاستمرار دون توقف .
و اليوم اصبح من المسلمات بل من البديهيات التي لاتقبل النقاش ولا يعتريها الشك ، ان لاضمان لسيادة العراق وامنة ووحدة اراضية من دون الحشد ، الحشد الذي تحطمت احلام الغزاة على صخرة اعتابه .
وبذات الوقت ، تحاك على هذا الكيان اخبث المؤامرات في الخارج والداخل ، التي تسعى جاهدة لألحاق الضرر والاذى به ، فما بين استهداف مباشر بقتل قادته في رزية المطار ، الى دعوات لحله و تفتيته ، مما يمهد لأعادة سيناريو عودة الارهاب ، وضياع الدماء الزكية والتضحيات الجسيمة التي حررت البلاد .
بناء على تلك الظروف والمعطيات التي تهدد هذا الوجود المبارك ، تبرز الحاجة الى وجود حشد سياسي نيابي ، يأخذ على عاتقه الحفاظ على هذا المنجز الكبير ، والتصدي لأفشال التأمر عليه ، حيث ان هذا الحشد السياسي النيابي ، لا يقل أهمية في الوقت الحالي وفي المستقبل عن الحشد العسكري ذاته ، فلكل دوره ومهمتة ، التي تفضي بالنهاية الى حفظ وسلامة هذا الوجود المبارك بالتالي حفظ البلد من الاعداء .
وهنا نرى ، ان خير من يتبنى هذه المهمة الوطنية والاخلاقية علنأ ، هو تحالف الفتح ، هذا الكيان السياسي الذي تعطر بعبير الشهادة، وتعفر بتراب الوطن ، وتسلح بالعقيدة الحسينية التي لا تعرف الهزيمة ولا الانكسار ، لذا يكون هذا الحشد السياسي النيابي حاجة وضرورة واجبة تفرضها وتوجبها معطيات الواقع والمرحلة .