الخميس - 28 مارس 2024

كارثة مرتقبة يجهلها العازفون..!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


حافظ ال بشارة ||

تقسيم الرئاسات الثلاث بين الشيعة والسنة والكرد هو تقسيم توافقي لم يقره الدستور ، وهو احد المظاهر العملية للمحاصصة ، وكل ترتيب توافقي غير مقنن معرض للتغيير ، فحق رئاسة الوزراء للشيعة حق غير محمي دستوريا واذا اراد الشركاء اللعب بهذه التوافقات بارادات خارجية يستطيعون مصادرة رئاسة الحكومة من الشيعة بعين تضحك وعين تبكي ، اما الكتلة الاكبر التي يمكن التمسك بها كوسيلة لتشكيل الحكومة ، ففي الوضع الانتخابي الجديد ستكون الكتلة الاكبر هي التي تنال اكبر عدد من المقاعد لوحدها ، وسوف تكلف بتشكيل الحكومة صحيح ان اي تحالف في العراق لا يستطيع ان يشكل الحكومة لوحده ، لأن اي تحالف لن يحرز النصف زائدا واحد او اغلبية الثلثين ، وهو مضطر للتنسيق مع التحالفات الاخرى وتقديم تنازلات وامتيازات وقبلات لتوفير العدد اللازم لتشكيل الحكومة وتمريرها نيابيا ، لكن النقطة المهمة في هذا القانون ان الكتلة الاكبر تكلف في كل الاحوال وهي صاحبة الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة ، ونفترض دائما ان احد التحالفات الشيعية هو الذي يحقق المقاعد الاكثر ، والمقصود بالاكثر في الوضع الحالي 50 الى 60 او نحو ذلك في احسن الاحوال ، وهناك كتلة شيعية على الاقل يتمنى الجميع ان لا تصل الى هذا الهدف ، وسيكون اي سني او كردي خيرا منها مزاجا واصدق قيلا .
اللافت ان في هذه الانتخابات بذلت التحالفات السنية جهودا كبيرة وحشدت جمهورها ، وحصلت على دعم عربي كبير ، وقد تستطيع واحدة منها ان تحصد اصواتا تفوق اصوات اي تحالف شيعي منفرد ، وهذا يعني ان الكتلة الاكبر هذه المرة سنية وهي التي سيكلفها رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة ، ومعنى ذلك خروج السلطة التنفيذية من ايدي الشيعة ، خاصة وانه استحقاق توافقي غير محمي دستوريا .
اليس هذا واحدا من المخاوف الجدية التي تواجه العراق والشيعة بالذات ؟ كيف يمكن الحفاظ على استحقاق هذا المكون في تشكيل الحكومة ؟ ذلك لا يتم طبعا الا بالمشاركة الحاشدة في الانتخابات يوم الاحد المقبل ، تحالف الفتح لا يمكنه ان ينفذ برنامجه الانتخابي الا اذا كان هو المكلف بتشكيل الحكومة ، ولا يكلف بتشكيل الحكومة الا اذا حصل على اعلى الاصوات ، ولا يحصل على اعلى الاصوات الا اذا هب جمهوره بقوة واصرار للتصويت ، ولن يتحمس ذلك الجمهور الى التصويت اذا هيمن عليه الغضب واليأس والجهل ، واستمع الى الوسواس الدعائي المعادي المتواصل فلحد هذه اللحظة هناك اصوات قبيحة تدعو الى العزوف عن الانتخابات ومقاطعتها ، وهي تركز رسالتها هذه على الوسط والجنوب والهدف نقل الكتلة الاكبر من المحيط الشيعي الى اي مكون آخر ومصادرة امتياز تشكيل الحكومة منه.
لماذا يريدون هذا المخطط ؟ لأن ما بعده سينفذون فصول الكارثة المقررة :
⁃ لن يبقى هناك حشد شعبي .
⁃ سوف يتجدد الاحتلال الامريكي للعراق.
⁃ سوف تحوم درونات اسرائيل في سماء العراق لاصطياد من تشاء من قادة المقاومة ورموز الكرامة.
⁃ سوف يتم التطبيع مع اسرائيل وتتحول اليها ثروات العراق ونصبح ضمن الدول التابعة لمخطط التهويد.
⁃ سيجعلون المرجعية في ما يشبه الاقامة الجبرية او الاسر غير المعلن.
⁃ سوف يشترون طرفا شيعيا يكلفونه بتفجير الحرب الشيعية-الشيعية التي تحرق الاخضر واليابس .
لهذا السبب هناك عبارة قيلت مليون مرة في الدعاية الانتخابية الحالية ، قالها الشيعي والسني والكردي وكل منهم يقصد ما في نفسه : (هذه انتخابات مصيرية فلا تضيعوا اصواتكم وشاركوا فيها بقوة) ونحن نقول لشيعة هذا البلد سارعوا الى انتخاب الفتح لكي لا تحدث فصول الكارثة اعلاه.