الثلاثاء - 16 ابريل 2024

إنتخابات تشرين ٢٠٢١: بداية مرحلة جديدة.

منذ 3 سنوات
الثلاثاء - 16 ابريل 2024


محمد كريم الخاقاني *||

ستكون إنتخابات ١٠ تشرين الأول ٢٠٢١ حدثاً تأريخياً في مسيرة الديمقراطية منذ التغيير في نيسان ٢٠٠٣.
تعد الإنتخابات المبكرة هي الأولى التي تجري قبل موعدها المقرر في عام ٢٠٢٢ وحسب الترتيب الزمني لكل دورة إنتخابية والتي مدتها اربع سنوات، فهي حصيلة جهود وتظاهرات قام بها الشعب في تشرين الأول ٢٠١٩ وما تلاها تطورات ومتغيرات افرزت واقعاً جديداً وفاعلاً مؤثراً في العملية السياسية.
وبموجب قانون الإنتخابات الجديد، تغيرت المعطيات في إدارة الدولة، إذ بموجب قانون رقم ٩ لسنة ٢٠٢٠ تم إعتماد طريقة جديدة تتناسب مع تلك المعطيات والمتغيرات التي احدثت تغييراً شاملاً في التعامل مع العملية الإنتخابية وطرق وصول الأعضاء الجدد لمجلس النواب القادم.
لم يعد نظام سانت ليغو بكافة صيغه معتمدة في الإنتخابات المبكرة، فالصوت الإنتخابي له قيمته التصويتية، فكل ناخب سيكون له صوته الذي يمنحه لأي من المرشحين، ومن ثم يضمن وفقاً للنظام الجديد ان يكون صوته لمن أنتخبه وليس لغيره كما كان يحدث في السابق.
ومن الفوائد الأخرى لتشريع قانون رقم ٩ لسنة ٢٠٢٠ هي تغيير نظام الترشيح من قوائم مغلقة الى ترشيح فردي وضمن دائرة صغيرة، ومن ثم يتيح ذلك الى فرصة مضافة للمرشحين المستقلين ضمن حدود الدائرة المرشح عنها وبالتالي ستكون حظوظه بالفوز بالمقعد النيابي اكبر واوفر في ظل هذا النظام على العكس مما كان يجري سابقاً.
فالمستقل عموماً تقل حظوظه وفرصته بالحصول على المقعد النيابي من دون دعم وإسناد من الأحزاب السياسية المهيمنة على المشهد السياسي، وهنا يتيح للمرشح المستقل ان يتحرك بيسر ودون تقييد بمعايير الأحزاب والكتل السياسية ضمن حدود الدائرة الواحدة وهنا سيتم التنافس مع غيره من مرشحي بقية الكتل الأخرى.
وسيحسم الأمر صوت المواطن ولمن يعطيه لهذا المرشح ام غيره، ولذلك فقد اعطى القانون الجديد للإنتخابات القيمة المعنوية والحقيقية لصوت المواطن وإحتمالية صعود مرشح من المرشحين على حساب الآخرين.
لذا فالصوت الواحد ضمن الدوائر الإنتهابية سيكون له صداه المؤثر وسيقرر من يكون الفائز عن تلك الدائرة، فكل الأصوات التي ربما ستعطى لشخص ما سوف لن تُحتسب لغيره من المرشحين ضمن قائمته، بل سيكون الصوت فقط لمرشح واحد اما بقية الأصوات التي حصل عليه ستكون فائضة ولا قيمة لها في إحتساب الأصوات المؤهلة للفوز بالمقعد النيابي وصعود غير المؤهلين وغير الحاصلين على الأصوات الكافية، وهنا سيكون للمواطن دوره المؤثر والكبير في إختيار من يراه مناسباً له ومؤهلاً للفوز في مجلس النواب القادم. عليه ستكون تلك الإنتخابات بداية لمرحلة جديدة في واقع العملية السياسية وربما ستفرز وجوه جديدة ستعمل على تحقيق طموحات ناخبيهم.

*اكاديمي وباحث في الشأن السياسي.