الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


د. عائد الهلالي ||

اعتدنا ان نسمع عن الصمت الانتخابي. وهو اجراء قانوني متعارف عليه تقف فيه الدعاية الانتخابية التي تروج لحملات المرشحين في الانتخابات قبل يوم من اجراء العملية الانتخابية، وهذا سياق عهدته كل التجارب الديمقراطية الا بعض الاحزاب الغير منضبطه لا بوازع مهني او ديني او اخلاقي فنراها تثير الفوضى وتعبث بكل القيم والمحددات غير مبالية بما سوف يجري او ردات الفعل وهذا ما رافق العملية الانتخابية في التجربة العراقية بانتخاباتنا يوم ١٠/١٠ لكننا اليوم وبعد الانتهاء من طقوسنا الديمقراطية والتي كانت ترتقي لهذا الفهم لولا هذا النفر المنفلت والذي لا تحده حدود . المهم لقد ساد الصمت الان ولكن من نوع اخر و بشكل حقيقي .
اولا. الجميع يترقب ماتسفر عنه الساعات القادمة من بعد اعلان النتائج محاولا ان لا يستبق الاحداث وان رشح عن هذه الجهة او تلك بعض من النتائج مدعين وصلا بالمفوضية ، والمفوضية تنفي ،اوتعلن ان المعلومات المسربة غير دقيقة وغير نهائية . القلوب وصلت الحناجر مرة اخرى الشعب ينتظر ساعات اعلان النتائج بفارغ الصبر ، ورؤساء الكتل يمتلكون المعلومات كاملة لكن الكل غير راضي عن النتيجة بسبب عدم تحقيق الغاية المنشودة حتى وان اعلنوا عن رضاهم وشكرهم لجماهير والجماهير التي خرجت معهم  امام الاعلام.
ثانيا. لقد خذلت الاغلبية الصامته العراق والمرجعية  فلم يكن حضورها بالمستوى الوطني  اللائق والمطلوب لتحقيق المبتغى من الانتخابات المبكرة  ،وهي ما كانت  وبأستمرار  تشكل وتحمل المرجعية الرشيدة كل اسباب الفشل الذي رافق الحكومات السابقه ،فعلى الرغم من التأكيد خلال الايام الماضية من ان المشاركة في الانتخابات تعني الكثير للعراق لانه يمر بظرف استثنائي وانه تكليف شرعي ولم تنقطع نداءات المرجعية حتى في يوم الانتخابات تحث المواطنين على المشاركة من خلال الجوامع والمساجد لكن العزوف كان واضح من خلال نسبة المشاركة المتدنية وحتى هذه النسبة ماكان لها ان تتحقق لولا توجيهات قيادتنا الدينية في النجف الاشرف بهذا الامر . علما ان المرجعية ليس لها سلطة على جميع أبناء الشعب العراقي.
لقد عاد صمت الترقب يلف الجميع مرغمين لمعرفة مأسوف تأول اليه نتائج العد والفرح، وبغض النظر عما سوف تكون النتيجة النهائية فالتموقع ان لا يكون هنالك تغيير كبير في النتائج الحالية و عما اسفرت عليه نتائج انتخابات ٢٠١٨ لكن مع كل هذا وذاك الجميع مطالب بقراءة المشهد من زاوية ثانية لا من زاوية ما تحقق، لأنني اظن ان المتحقق سوف لن يلبي طموحات الجماهير والاحزاب في احداث التغيير المنشود وما قامت هذه الانتخابات من أجله لكن لربما سوف يضع خط شروع جديد من خلال ميثاق عمل تشترك فيه كل الكتل والاحزاب وذلك باحداث تغييرات دستوريه كبيره تجعل العراق يخرج من عنق الزجاجه من خلال انتهاج نمط سياسي جيد يلبي تطلعات الجميع . علينا ان لا نبتئس من حالة الخذلان التي تعرض لها الجميع ونحن مطالبين بصمت من نوع آخر يختلف عن صمت الانتخابات ، وصمت ترقب النتائج بل هو صمت لمحاسبة الذات ومراجعة كل الخطط والبرامج القديمه لانها اصبحت بالي ولا تصلح لهذا الزمن ،فزمن اسقاط الحكومة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يختلف عن الآليات التي كانت متبعه ومن هنا تبدأ قرأتناا للقادم بأذن الله . ماذا نملك ماهي مقدراتنا ادواتنا خططنا برامجنا وما مطلوب منا لكي نستطيع أن نتماهى من المتغيرات والظرف الجديد فنحن محكومين بنظام العولمة والذي يستطيع ان يعبث بنا وبمقدراتنا ان لم نفهم هذا النظام ونقرأه بشكل دقيق ومستفيض وبالتالي تكون لدينا جميع الاسلحة القادرة على المواجهة والمجابهة .
نصيحتي للجميع صمت من نوع آخر.