الجمعة - 19 ابريل 2024

طالبان وداعش..وجهان لعملة واحدة

منذ 3 سنوات
الجمعة - 19 ابريل 2024


يونس الكعبي ||

مخطيء من يتصور أن حركة طالبان يمكن أن تتحول من أقصى التطرف الى اقصى الأعتدال ، وتكون حركة سياسية تؤمن بالتعددية والمشاركة السياسية في الحكم ومشاركة باقي مكونات الشعب الأفغاني ، ولعل شعب مثل الشعب الأفغاني هو أدرى بحركة طالبان وما عملته أبان حكمها لأفغانستان طوال سنوات تسلطها على هذا البلد ، ومن رحم هذه الحركة ولدت القاعدة وماسببته من ضرر وتدمير للبشرية وتشويه للأسلام ، ومن ثم ظهرت حركة داعش الأرهابية بأفكار أكثر تطرفاً وفتكاً في دماء الناس و تدمير كل ما يمت للحياة بصلة .
وتأتي أحداث تفجير أحد مساجد الطائفة الشيعية لمرتين في أفغانستان وتعلن عصابات داعش تبنيها هذا التفجير الذي ذهب ضحيته عشرات الأبرياء في احد مساجد المسلمين .
أن الأفكار التي تتبناها هذه الحركات التطرفية و الفهم الخاطئ للدين الأسلامي الحنيف يجعلها تتصرف بهذه الطريقة الهمجية في تفجير و قتل كل من يخالفهم في الفكر و العقيدة ، لأنهم ببساطة يكفرون كل الفرق الاسلامية الاخرى ناهيك عن تعنتهم أزاء باقي الأديان .
و ما كانت داعش لتنتعش من جديد لو لا تسلم حركة طالبان زمام الأمور في أفغانستان بعد أن غادرها الأمريكان و يبدو أن أمريكا خططت لهذا الأمر و تريد أعادة الفوضى الى المنطقة . و ألا كيف لهذه العصابة ان تعود بهذه القوة و تنفذ مثل هذه العمليات لولا وجود دعم بالمال و السلاح وتهيئة الملاذات الآمنة .
أن كل الوعود التي اطلقتها حركة طالبان في حفظ الأقليات الدينية في افغانستان و السماح بمشاركة الجميع في الحكم هي أوهام أرادت بها الحركة أقناع المجتمع الدولي بأن سياستها تغيرت و أنها ستحارب التنظيمات المتطرفة و تنتهج سياسة وسطية و تحكم البلاد كما باقي الدول العالم. و لكن مع تمكن الحركة و سيطرتها على مقاليد الأمور بدأت الامور تعود شيئاً فشيئاً الى سابق عهدها من تطبيق التزمت و محاربة الأقليات وحرمانهم من حقوقهم السياسية و الأجتماعية و أطلاق يد العصابات التكفرية لتقتل و تدمر كل شئ و ستقول أن هذه العصابات خارجة عن أرادتها و أنها تحاربها و هذه أعذار غير مقبولة ، فحركة مثل طالبان تعرف عصابات داعش جيداً و قاتلوا سوية و تعرف مخابئهم و قياداتهم و طرق تسليحهم و بالتالي لا يمكن أن تتحرك هذه العصابات لو كانت هناك متابعة جدية تمنعهم من تشكيل قواتهم من جديد و تسليحهم و القيام بمثل هذه العمليات الواسعة.
ان مثل التوجه خطير ويحتاج الى وقفة من دول جوار افغانستان و باقي دول العالم حتى لا تعاد التجربة السيئة لهذه الحركة المتطرفة ولا تسمح للتطرف ان يسيئ الى سمعة الدين الاسلامي الحنيف ومبادئه السمحة .