الجمعة - 19 ابريل 2024

التوظيف السياسي للأخبار على عكس حقيقتها

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


د. كامل الكناني ||

تحاول وسائل الاعلام المنتمية للاتجاهات السياسية توظيف الكثير من الاخبار والمواقف لصالحها او لدعم سياساتها حتى لو كانت هذه المواقف او الاخبار لا تعطي اي من معاني التأييد او الدعم لهذه السياسة او تلك.
ولعل اوضح صور التوظيف للاخبار والمواقف هو الزيارات الخارجية والمواقف الدولية او بعض التوصيات العامة التي تخرج من هذه المؤسسة او تلك.
ولكي يطلع جمهورنا العزيز على اساليب الخداع والتظليل الذي تعتمده هذه الوسائل سنستفيد من مثال بيان مجلس الامن الدولي حول الانتخابات العراقية الذي تلقفته وسائل الاعلام القريبة من الحكومة والمفوضية وسوقته وكأنه فتح الفتوح ومعركة المعارك وبيان الانتصار الخالد على الخصوم المعترضين على النتائج الانتخابية.
بل ذهب احدابواق السلطة الى اعلان حسم الامر وانتهاء اي معارضة وان اي احتجاج على النتائج هو تهديد للسلم الدولي لن يسمح به المچتمع الدولي ، وبصراحة اكثر ودقة كبيرة فان تعليق هذا المتثاقف هو الذي جعلني اكتب هذا المقال واعرضه للجمهور العزيز .
وأبدأ الموضوع من مقولة المجتمع الدولي ، وهل تمثل اميركا وبريطانيا المجتمع الدولي ؟ واذا اضفنا الكيان الصهيوني لهم فهل سيشكل هؤلاء المجتمع الدولي ؟
اكيدا لا بحساب المچتمع الدولي بتعداد السكان او الدول او الفعاليات السياسية والاقتصادية في العالم ، وهذا المجتمع لا يتجاوز بقضه وقضيضه دولة مثل الهند لوحدها او نصف الصين ، ولكن التضجيج الاعلامي الخاص يجعلهم يصدقون اكاذيبهم التي يكررونها حد الغثيان .
بيان مجلس الامن حول الانتخابات العراقية هو بيان صحفي ولاقيمة سياسية له مطلقا لانه :- اولا لم يصدر عن المنظمة بوصفها المسؤولة عن الامن والسلم الدوليين ، وليس هنالك اي شكل من الحوار السياسي بين القوى العالمية ولا اي مناقشة او تصويت بشأنه،٫،
ولا يوجد اي نتيجة ايجابية تتعلق بنتائج الانتخابات من نص البيان من هذه النتائج وهو بيان صحفي ليس اكثر .
ثانيا تضمن البيان اشادة باجراء الانتخابات ومساهمة بعثة الامم المتحدة للحكومة وليس بنتائجها ، بل لاتوجد اي اشارة لقبول او الرضا بنتائجها ، ثالثا هنالك اعتراف دولي بوجود خلاف حول نتائجها ومطالبة بحل الخلاف سلميا ، وهذا بالتاكيد يتفق مع ذوق المعترضين اكثر مما هو اتفاق مع الموافقين خصوصا وان المعترضين اكدوا على سلمية احتجاجهم .
رابعا اعتراف بوجود تهديد لسلامة بعثة الامم المتحدة وكوادر المفوضية وتطلعه لحماية وتأمين البعثة، وهذا يعني ان هنالك اتهامات بتورط البعثة والمفوضية بالتزوير بنظر المواطنين المحتجين .
خامسا المسرورون بهكذا بيان يؤكدون بذلك حاجتهم لاي كلمة تشجيع حتى لو جاءت بائسة وملغمة بعدة ملاحظات واشارات عن وجود مشاكل يجب انًتحل سلميا
سادسا عبارات مثل دعم الحكومة والسيادة ووحدة الاراضي ثوابت بالمخاطبات الدولية لاتغيب عن اي بيان ،.
سابعا كل عبارات البيان ايجابية على العموم مثل يدعم يتطلع يؤكد موقفه من وحدة وسيادة ووو وهي عبارات لا تشير باي شكل الى اي نوع اجرائي.
ومن كل ذلك يعتقد كاتب هذه السطور ان بؤس المطبلين للسلطة ومفوضيتها اثبتوا خوائهم وهم يتطلعون لايجاد قوة في بيان صحفي ليس له اي قيمة الا بحسابات الجهلة الذين يطبلون ويهرجون بما لا يفقهون.