الجمعة - 29 مارس 2024

ثقافة السبي سيدة الموقف في نجد..!

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

يمكن تعريف الثقافة بأنها نمط الحياة الذي يعتمده مجموعة من الأشخاص (أو مجتمع معين)، وهي تشمل كلًا من الدين والمعتقدات والقيم واللغة والعادات والتقاليد والطعام واللباس والفنون وغيرها.
اذا كانت البيئة المجتمعية متعلمة أكيد تنتج أجيال يغلب على الفئات المتعلمة الثقافة والمعرفة، يلعب الدين ومدارسه الفقهية والمذهبية دور مهم في إفشاء ثقافة التسامح أو التصادم، الثقافة البدوية الخليجية وبالذات الوهابية السعودية يغلب عليها البداوة والقسوة، لذلك الثقافة الوهابية بالجزيرة العربية ثقافة قتل وذبح وسبي تنطلق من منطلق عقائدي بدوي يعتبر القتل والغزو والسبي شجاعة ورجولة…..الخ.
لعبت المدرسة الإسلامية الشيعية دورا مهما في دعم العقل نشأت من الشيعة مدرسة أصحاب الصفا الفلسفية، ولعب الفلاسفة الشيعة دورا مهم في عصر الترجمة الكبير الذي بلغ قمتَه في حقبة المأمون عندما سلم ولاية العهد إلى الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، كانت الفترة الزمنية ورغم قصرها كانت حقبة ذهبية لعصر المعرفة.
عندما فرضت علينا مهمة معارضة نظام صدام الجرذ الهالك عشت في عدة بلدان ورأيت عدة ثقافات، عشت في السعودية ورأيت العجب العجاب كيف تعاملوا معنا في اسلوب بدوي غليظ، لامكان للإنسانية وسماع الرأي والرأي الاخر، الدولة السعودية تهب خمس واردات البترول لنشر ثقافة العنف والقتل والكراهية، وعندما ذهبت للدنمارك رأيت ثقافة مجتمعية مغايرة لثقافة البداوة وإنما ثقافة مبنية على التسامح والثقة المتبادلة، الدولة الدنماركية تخصص مليارات من الدولارات على مجال التعليم بكل أنواعه لذلك من خلال المدارس يتم تدريب الطلاب على المعرفة والفلسفة، والتركيز على دراسة المجتمع وطرق ارتقائه وتقدمه، والغاية إعداد أجيال مثقفة بالعلم والمعرفة بكل المجالات العلمية والسياسية.
وزير الثقافة السعودي ر بدر بن عبد الله بن فرحان، أعلن عن إطلاق صندوق التنمية الثقافي برنامج «تحفيز المشروعات الثقافية» وبمخصصات تقدر بـ181 مليون ريال (48.266 مليون دولار).
مبلغ زهيد وهذا المبلغ مخصص لنشر ثقافة ابن تيمية من خلال عمل افلام تظهر ابن تيمية فيلسوف عصره رغم انه يكفر الفلسفة ومن بعتنقها.
لايمكن صناعة المحتوى الثقافي ونشره، وإنتاج الأفلام، والمحافظة على التراث والآثار، بظل بيئة وهابية تعتبر الآثار اصنام تعبد دون الله عز وجل، شعوب أوروبا ترصد مليارات لتعليم الأطفال العيش في أماكن الغابات والبحار والغاية من ذلك تنشئة جيل بشري يتمتع بثقافة متكاملة.
أول آية نزلت في القرآن الكريم على النبي محمد ص اقرأ، الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده أئمة آل البيت ع أكدوا على ضرورة تعلم القراءة والفروسية والرماية والسباحة…الخ.
لذلك الثقافة الصحراوية البدوية الوهابية ترفض قبول الرأي والرأي الآخر وتعتبر لغة قطع الرؤوس والسبي والانتحار في وسط جموع الأطفال والنساء الشيعة عمل مشروع وراقي لا يمكن إصلاح ذلك إلا إذا تم إلغاء فتاوى التكفير والكراهية والعمل على وضع فتاوى التسامح اولا وبعدها يمكن تنشئة أجيال تتقبل ثقافة التسامح.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/11/2021