الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


ماهر ضياء محيي الدين ||

ما ينتج عن ساحات الحرب في وقتنا الحاضر, وما ينتج عن طاولة الحوار والتفاوض وجهان لعملة واحدة ، مكاسب وغنائم ومنافع لجهات محددة ، وخسائر بشرية ومادية لجهات عدة ، تدفع ثمن ساحات المعارك ، وطاولات التفاوض .
هل بدأت الحرب العالمية الثالثة ؟
ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية وبدا العالم يتجه نحو اتجاهات جديدة ،ومتغيرات أفرزتها الحرب وكان ثمنها باهظ جدا على بعض الدول التي دفعت فاتورتها و فرضت عليها المعاهدات التي قيدتها بقيود صارمة وفي مقدمة تلك الدول ألمانيا واليابان ، وقد غيرت الحرب الخارطة السياسية و الاقتصادية والبنية الاجتماعية للعالم بأسره فلبلدان انهارت و انظمه الحكم تغيرت، لكن الأهم من ذلك كله حتمية وقوع صراعات مستقبليه كانت وارده والعالم يعيش بعد الحرب صراع قوى كبرى وانهيار الاتحاد السوفيتي وبروز نظرية القطب الواحد الذي سعى ترتيب العالم وفق مصالحة وتكون كل الأمور في قبضة دولة عظمى واحدة ،
إلا إن هذه النظرية بدأت تتلاشى يوم بعد يوم وظهور تيارمعاكس لها واسقط هذه النظرية وظهور توجه نحو عالم متعددة الأقطاب وتجسيدا لهذا التوجه عودة الدور الروسي إلى الساحة الدولية بقوة و تناميه قدراته العسكرية والزيادة غير المسبوقة في الترسانة النووية والذرية لان الدوب الروسي دخل الصراع مع الأمريكان بمختلف الأصعدة وكادت إن تصل إلى حد المواجهة المباشرة في بعض الأحيان , ومن هذا المنطلق نؤكد أنها طبول الحرب العالمية الثالثة قرعت ،
و بدليل ما نشهد اليوم من صراع و تخاصم وبناء قواعد عسكري و العمل على بناء تحالفات دوليه واستقطاب الدول ا لأخرى إليه ومنحهم امتيازات ومساعدات تعددت صورها ،و أبرمة صفقات الأسلحة بملايين الدورات إلى بعض الدول وأصبح السباق نحو التسلح أكثرمما سبق ولان طرفي الصراع الدولي أبدته مرونة في هذا الاتجاه أكثر مما سبق وقد تحققت بعض مقومات هذا الصراع والتنافس ونستشهد بمقولة هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة و الصين وروسيا وإيران ومن جانب أخرى الأحداث الأخيرة وبخصوص منذ تولي دونالد ترامب داعية الحرب مقاليد السلطة والذي هو شخصيا محل للنقد نجد سياساته وقت حكمه تتجه نحو تصعيد الأمور وشحن الأجواء والتهديد والوعيد وحين اتخذ مجموع من القرارات ومنها باعتبارالقدس عاصمة لليهود واعتراضه على الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائدة وتهديد ضد كوريا الشمالية باستخدام القوة وهذا يعيدنا إلى الوراء ،
و يذكرنا بنتائج هذا النهج العدائي وجرائم بشعة ارتكبت بحق الشعوب وذهبت ضحيتها الملايين من البشر وتسبب بدمار للبلدان وما يجرى من أحداث مؤلمة في العراق وسوريا واليمن ولبنان خير دليل على ذلك ،لذا ما نشهده اليوم من وقفه لدول كثيره وعظمى غير الخصوم المعروفين ضد امريكا وسياساتها وهذا بحد ذاته تحول كبير وخطير و ينذر بحدوث بوادر للتفرقة والعزلة وقد تتطور أمور نحو الأكثر تعقيدا في ظل سعي امريكا نحو التصعيد والتهديد وفي المقابل وجود خصوم في الطرف الثاني وضعهم الراهن في قمة القوة والتقدم هذا من جانب و جانب أخرى الكثير من الدول أبدت اعتراضها ورفضها للسياسية الأمريكي ومن يتبنى نهجها ولأسباب كثيرة ما يمكن قولة هنا هو أزمات العالم المتصاعدة التي قسمت الدول الكبرى إلى خصوم متنازعة ونشوء تحالفين دوليين وتوسع دائرة الخلافات مع الإصرار على تحجيم دور الحوار والتفاوض في ظل وجود منظومة دولية وهي رغبة ومطلب الكثيرين ألا أن الوقائع الحاصلة و الأحداث الجارية تؤكد أن طبول الحرب قرعت وان ساعة الصفر بات قريب جدا .
لو رجعنا الى قليلا نجد ان الكبار في الحرب العالمية الاولى والثانية كانت المواجهة بينهما مباشرة ، وما نتج عنهما معلوم من الجميع , لكن في الحرب الثالثة اختلف الوضع بمعنى ادق استخدموا سياسية الضرب تحت الحزم او حرب الوكلاء،وكذلك يدركون جيدا ان نتائج الحرب المباشرة ستكون نتائجها وخيمة على الجميع بسبب ما تقدم في اعلاه ، وما تحقق من مكاسب او منافع او غنائم للدول العظمى في مختلف الاصعدة جعلهم جميعا في وضع المنتصر، ودول اخرى تدفع فاتورة هذه السياسية او النهج.
واخيرا وليس اخرا سنشهد في المدى القريب تغيرت في اساليب وطرق المواجهة بين الكبار ، ولعل فيروس كورنا احد هذه الاساليب ( الحرب الجرثومية ) ، وتستمر في نفس الاسلوب لطالما هناك مكاسب ومنافع وبدون خسائر لها ، اما المواجهة المباشرة بينهما ستحدث يوما ما , وهذا ليس من الحلم او التكهنات ، بل حقائق ووقائع كثيرة تدل على ذلك الامر المحتوم.