الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024

زيد نجم الدين ||

في لندن عام ٢٠٠٤ رفعت الاميرة آن ابنت الملكة اليزابيث الستار عن نصب تذكارية لمجموعة من الحيوانات التي ساهمت مع الجيش البريطاني في الحروب التي خاضتها بريطانيا، كانت الفكرة من هذا النصب هو تخليد واستذكار للدور المهم الذي لعبته هذه الحيوانات في خدمة الجيش البريطاني.
في بوزيير شرق السوم /فرنسا عام ٢٠١٧ افتتحت منظمة أوامو AWAMO الاسترالية (وهي منظمة استرالية تعمل من اجل الاعتراف بتضحيات الحيوانات في اوقات الحروب) نصب تذكارية لحيوانات الحرب التي نفقت في الحرب العالمية الاولى.
في مدينة نوفوسيبيرسك، سيبيريا/روسيا عام 2013 تم رفع الستار عن مجسم فأر التجارب تخليدا لدور الفئران في تقدم العلم و التجارب.
في اقصراي التركية عام ٢٠١٥ رفع الستار عن تمثال الكلب “ملاقلاسي” او اسد الاناضول ، الذي يرمز لولايات الاناضول شرق تركيا والتي تعتبر الموطن الاصلي الذي تعيش به هذه الفصيله بشكل حر.
اخترت الامثلة اعلاه لبيان كيفية اهتمام الدول بتأريخها و معالمها و كيفية تقديس رموزها و انصاف آدمييها و حيواناتها ايضا.
مهم جدا ان يحتضن كل ركن او باحة من باحات المدن معلم او نصب تذكارية تشير الى رمزية وطنية ما او حدث تأريخي مهم ، لما لها من دور في تنشيط الذاكره الوطنية.
في العراق لدينا الكثير ممن يستحقون التخليد من الشهداء والمضحين والعلماء والمبدعين ، لكن للأسف عندما نسير في شوارع بغداد وبقية المحافظات نرى الكثير من صور الشهداء التي مزقتها الرياح وشوهتها الاتربة وهي ملتفة على أعمدة الإنارة بدلا من ان تُجسد شخصياتها بمجسمات لائقة يقف العراقيين قربها بوقار مستذكرين الحدث او سيرة صاحب النصب، امني النفس باليوم الذي ترفع فيه هذه الصور الموحشة والمحزنة والمسيئة لمن طبعت صورهم عليها.
في العراق هنالك الكثير من الجهات السياسية والمنظمات والمتبرعين ممن ينفقون اموالاً ضخمه في طباعة البوسترات والصور استبدالها بين فترة واخرى ، لكن لا اعلم مالذي يمنع هؤلاء من إنشاء نصب تذكارية جميلة وحضارية بدلاً من تشويه الجدران والشوارع بلافتات صورية سرعان ما تتهرء؟!.