الجمعة - 19 ابريل 2024

الحوادث العراقية بنيران الديمقراطية الأميركية

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


مهند حسين ||

لم يكن في حسبان الشعب العراقي، الذي عانى الأمرين في حكم النظام البعثي المقبور أن يلاقي نفس المصير مع الحكم الديمقراطي الجديد في العراق، فالرسائل السلبية التي بعثتها القوات الأميركية في الشوارع العراقية أشعرت العراقيين جميعاً باليأس والأحباط الشديدين، لاسيما بعد جملة الأنتهاكات التي قامت بها تلك القوات، وإذا ما تذكرنا فضيحة سجن أبو غريب والتي حصلت في أوائل عام 2004 وما جرى من انتهاكات جسدية ونفسية، وإساءة جنسية، تضمنت تعذيب واغتصاب وقتل بحق سجناء كانوا في سجن أبو غريب ببغداد ، لتخرج إلى العلن ولتعرف باسم فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب، تلك الأفعال قام بها أشخاص من الشرطة العسكرية الأمريكية التابعة جيش الولايات المتحدة بالإضافة لوكالات سرية أخرى، تعرض السجناء العراقيين فيها إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، وفي حادثة أخرى من نفس السنة وتحديداً في يوم 18 آيار عام 2004 قصفت الطائرات الأميركية مجموعة العراقيين المدنيين الذين كانوا في حفل زفاف عائلي في منطقة القائم والذي أودى بحياة أكثر من 40 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وبعد فترة ليست بطويلة قام جنود البحرية الأميركية في يوم 19 تشرين الثاني من عام 2005 بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 35 عراقياً في مدينة حديثة، بعدها بأيام قامت القوات الأميركية من جديد بجريمة الإسحاقي وقتلت عائلتين تتكون من 15 فرداً من نساء ورجال و أطفال وذلك في يوم 15 من آذار 2006، وفي ضربات جوية أميركية أخرى في حي الأمين الثانية ببغداد أستشهد أكثر من 20 مدني وذلك في يوم 12 من تموز عام 2007، ولم تكن مجزرة ساحة النسور في بغداد ببعيدة عن تلك الفترة والتي راح ضحيتها أكثر من 30 عراقي أستشهدوا على يد شركة بلاك ووتر الأميركية السيئة الصيت وكانت المجزرة بتاريخ 16 أيلول 2007، وللجيش العراقي نصيبٌ من تلك الأنتهاكات ففي يوم 12 من آذار عام 2015 وتحديداً في منطقة البو ذياب تعرض الجنود العراقيين للقصف من قبل الطائرات الأميركية والتي راح ضحيتها أكثر من 50 مقاتل تابعين للفرقة الرابعة عشر في الجيش العراقي، وفي 24 تشرين الثاني من عام 2016 تعرض الحشد الشعبي لضربات المسيرات الأميركية التي حاولت أغتيال قادة الحشد الشعبي الذين كانوا مجتمعين في مطار تلعفر بعد تحريره من عصابات داعش الإرهابية، وفي حادثة البغدادي التي راح ضحيتها أكثر من 20 مقاتل في الحشد والجيش العراقي قصفت الطائرات الأميركية المنطقة بتاريخ 27 كانون الثاني 2017، وفي الشريط الحدودي بين العراق وسوريا أستهدفت الطائرات الأميركية المقاتلين في اللواء 45 و 46 في الحشد الشعبي وأستشهد أكثر من 30 مقاتل في 19 حزيران 2018، وعاودت القوات الأميركية القصف من جديد في 29 كانون الأول 2019 لنفس اللوائين وأستشهدوا قرابة الـ53 شهيد، وبعدها تم أستهداف الشهيد القائد الجنرال قاسم سليماني والشهيد القائد ابو مهدي المهندس ورفاقهم في حادثة أنتهكت فيها أميركا السيادة العراقية لاسيما وإن الجريمة حصلت في مطار بغدا الدولي وسط بغداد، ولم تنتهي سلسلة الجرائم الأميركية على المدنيين والعسكريين العراقيين الى يومنا هذا، وقد نتوقع في الأيام القادمة أنتهاكات أكثر وجرائم أبشع من قبل قوات الإحتلال الأميركي بذريعة الحفاظ على مكتسبات الديمقراطية الجديدة التي جاءت بها القوات الأميركية للعراق إبان غزوه عام 2003.