الخميس - 28 مارس 2024

اليمن/ فشل العدوان وخيارات الانسحاب

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


إكرام المحاقري *||

تكتيكية التراجع للخلف، هذا ما اتقنته قوى العدوان مؤخرا في العديد من الجبهات العسكرية والتي سيطروا عليها لوهلة من الزمن المعاصر، وعلى مسار واحد تراجعت تلك القوى المستعمرة لترسم صورة جديدة لما سيحدث في قادم الأيام خاصة في باب المندب، والتي بدأ العدو للاستعداد لها بعد احتدام المعركة في محافظة مأرب شمال اليمن، والتي باتت على قاب قوسين أو أدنى من التحرير والعودة إلى حضن الوطن.
فمن وإلى، هذا واقع القوى الغازية وواقع السلاح الأمريكي والتنظيمات الإرهابية في آن واحد، فكلهم قد نالهم من العار والخزي والهزيمة ما يجعلهم يراجعون حساباتهم القديمة مجددا، فـ الادوات الأمريكية قد توحدت في معركة السيطرة على الجزيرة العربية نصرا للوجود والسيطرة الصهيونية، في المنطقة، لكن الفشل كان حليفهم ليس في اليمن فقط، فماضيهم في حرب تموز في (لبنان) مليء بالهزائم المخزية.. وكذلك في حروب عديدة أخرى.
فما يحدث هذه الايام من هجمات شبه يومية للمسيرات والباليستيات اليمنية له دلالاته وابعاده بالنسبة لقرار الانسحاب الذي ستتخذه دول العدوان قريبا لترتكز في نقطة واحدة، لكن المهم في الأمر حتى وان كانت تلك النقطة مرتكزة على باب المندب والجزر اليمنية فانها بالتاكيد ستكون مخترقة من قبل الاستخبارات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، وستكون التحركات العسكرية هناك مشابهة لاختراق العمق السعودي وتجاوز الباتريوت الأمريكية بكل سهولة، وهذا ما سيحدث فعلا، فـ جيوش المرتزقة مخترقة فعلا ولم يعد لها طاقة للمواجهة وهذا ما يحدث في مواجهات محافظة مأرب شمال اليمن.
كذلك بالنسبة لواقع إعلام العدو الذي اتقن الكذب وتلفيق الانتصارات من مهزلة المطار الصحراوي لمحافظة مأرب إلى تلك الانتصارات لـ فيتوشوب الجيوش الالكترونية المزيفة، لتمييع الحقائق وخلط الاوراق وتتويه الرآي العالمي، فـ كل ذلك لم يعد يجدي بـ النفع على الإطلاق، فـغلطة الأنظمة الخليجية وشن حربا سياسية على لبنان بذريعة تصريحات الوزير “جورج قرداحي” بشأن القضية اليمنية وتصنيفه للحرب بانها حرب عبثية، هي من كشفت الستار للعالم عن حقيقة ما يحدث في اليمن، وهذه معادلة رد الكيد في النحر.
ختاما:
نهاية الصراع، قد يكون قريبا بالنسبة لليمن، وقد يكون حديثا جديدا بـ النسبة لدول أخرى كـ لبنان، فـ التحركات الصهيونية في المنطفة ليست بـ الامر السهل، فهناك خطط مدروسة للموساد الصهيوني حال فشل الحرب في اليمن بشكل كلي، وهذا ما سيحدث فعلا، لكن السؤال هنا هو إلى اين ستنسحب القوات العدوانية حال انساحبها من اليمن بشكل كلي بعد الهزيمة التي ستلحق بهم في باب المندب؟! هل سيكون لـ للبنانيون نصيب في عدوان قادم، أم ستستوطن تلك القوات الاراضي والنفط الخليجي بشكل عام، ليكون ذلك قربانا خليجيا لاسيادهم في البيت الابيص وتل ابيب نتيجة فشلهم في اليمن ؟! لن نستبق الاحداث فـ الايام القادمة حبلى بالمفاجأت، وإن غدا لناظره قريب.

*كاتبة صحافية ـ اليمن