الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


د. قاسم بلشان التميمي ||

معنى (يمزمز) بشكل عام هي ، مزمزة ، فهو ممزمِز ، والمفعول ممزمز، ومثال ذلك مزمز الشراب و مزمز الطعامَ ، أكله شيئًا فشيئًا ،و مزمز الكأسَ : تمصّصه،هذا المعنى العام النظري لمفردة (يمزمز).
اما المعنى التطبيقي لمفردة (يمزمز) فهناك من (يمزمز) الانسان بمعنى (يكرطه) أي (يأكله) رويدا رويدا ، وحقيقة الامر ان الذي يقوم بعملية اكل الانسان و(كرطه) هو مدعي انسان والمأكول (المكروط) هو انسان حقيقي بلحمه وشحمه ، حيث يقوم هذا المدعي انه انسان ( بمصمصة) الانسان الحقيقي المنهك بواسطة عدة طرق ومنها على سبيل المثال لا الحصر ان (المدعي انسان) اصبح بطريقة ما متحكم بمصير (الانسان الحقيقي) المعدم والفقير فيقوم هذا المدعي بالعمل المتواصل على سرقة قوت الانسان الحقيقي وسرقة ملبسه وفرحته وامانه وراحته وسرقة سعادة اطفال الانسان الحقيقي وفي عدة مجالات واتجاهات .
وتتم السرقة تحت مسميات كثيرة وكثيرة منها ( الدفاع عن حقوق الانسان) وهذا الدفاع اصبح منتشرا في بلادي انتشارا ليس له مثيل حيث (المنظمات الانسانية وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والكثير الكثير من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني) تطالب بضرورة المعاملة الانسانية ! للكثير من المجرمين في السجون !! لكن لم ولن نجد من يدافع عن ضحايا هؤلاء المجرمين !! ويالها من مفارقة.
والمعنى الاخر لمفردة (يمزمز) هو الضحك بشماتة بمعنى ان هناك من يذهب الى السيد المدير العام يعني (فتان) فيقوم هذا الفتان بنقل صورة خاطئة عن زميل له في العمل الامر الذي يجعل السيد المدير العام يصدر امر اداري مستعجل جدا بمعاقبة زميل الفتان فيخرج الفتان (يضحك نص ضحكة صامتة بدون صوت) وهذا ما يسمى مزمزة او يمزمز.
وهناك مجموعة من الممزمِزين يقومون بمزمزة الانسان الحقيقي بمزمزة واحدة ، حيث يقومون وكل حسب موقعة بمزمزة الانسان الحقيقي ومثال على ذلك ان الانسان الحقيقي ربما يعمل موظفا في احدى دوائر الدولة ولكنه يتقاضى مرتبا (ممزمزا) حيث تتم مزمزة هذا المرتب من قبل مجلس نواب مزمزة الشعب ومجلس رئاسة مزمزة الشعب وبالتالي يصل الراتب الى الموظف المسكين (ممزمزا) ، وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة لمزمزة الراتب حيث دفع ايجار البيت ودفع فاتورة المولدة ودفع فاتورة ( القندرجي) يعني الاسكافي الذي يرقع احذية الموظف واطفاله ، لينتبه الموظف المسكين وهو في اخر مزمزة انفاسه ، حيث تبدأ مزمزة جديدة وهي مراجعة الطبيب الفلاني المميز في المزمزة والصيدلي الذي لا يقل شأنا في المزمزة عن زميله في المهنة الطبيب لينتهي الامر بالانسان الحقيقي الى نهاية عمره ، الذي افناه في دهاليز الممزمزة رغم انفه وبمباركة شلة ( الممزمزين ) .