الجمعة - 29 مارس 2024

إعادة داعش بطريقة ذكية..

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


عباس زينل||

مرت تغريدة الحلبوسي الأخيرة حول الأحداث الأمنية الأخيرة، مرور الكرار على مسامع الكثيرين، ولا سيما مسامع القيادات الشيعية، بالتأكيد التطرق لهذا الموضوع لم يأتي عن فراغ، ولا سيما تحت ظل الانسداد السياسي، والحوادث التي وقعت مؤخرا، ومن ضمنها استهداف مقرات ومكاتب حزبي تقدم وعزم.
والغريب بأن استهداف مقرات لحزبين متضادين تحالفا حديثًا، ماضيان في مشروع (امريكي-خليجي) استهدافي واضح، حدث في نفس التوقيت وردود الفعل أيضًا كانت متشابهة، وحيث مباشرة بعد استهداف مقراتهم؛ شوهدت سيارات محملة بمسلحين يتجاوزون مئات الأفراد، حيث توزعوا على هذه المقرات التي استهدفت مؤخرا، وبالإتفاق مع جهات أمنية وبمباركة شخصيات شيعية مهمة.
دعونا نقف قليلًا عند تغريدة الحلبوسي، والتي تضمنت ” إن تسليح أبناء المناطق وتدريبهم سيكون كفيلًا بعدم تكرار هذه الحوادث “، الغريب بأن هذه الشخصيات في قمة الحرب مع داعش لم يدعو هكذا دعوات، ومع ان الحرب كانت اشرس واقوى بكثير، والحاجة كانت ماسة جدًا لأهالي تلك المناطق، والذين أحدثوا فراغًا أمنيًا كبيرًا للقوات الأمنية، ان لم يكن الكثير منهم خلايا كانت تأوي الارهابيين.
إذًا مثل هذه الدعوات لا تخلو من أنفاس مخابراتية واستهدافية، وهي خطوات تسبق ظهور مجاميع جديدة بشكل علني وصريح، ولا سيما بأن امريكا قد فعلت مؤخراً؛ ملف المجاميع الارهابية التي تسمى ب ” أشباح الصحراء “، هذه المجاميع خلايا مشكلة من خليط يضم المنتمين سابقًا للصحوات ولتنظيم القاعدة ولداعش مؤخراً، وكما أن قوات قسد السورية التي تحمي سجن غويران؛ قد تركت الآلاف من السجناء الدواعش يهربون ، بعد مهاجمة السجن من قبل الدواعش.
المعلومات الاستخباراتية تشير بأن المجاميع التي دخلت مقرات عزم وتقدم، هم هذه المجاميع من أشباح الصحراء، والجهد الاستخباراتي تؤكد بأنهم سيقومون بعمليات ارهابية داخل بغداد، واتهام الفصائل المسلحة بتلك العمليات لخلط الأوراق، وهناك جهات شيعية سوف تنكر هذه العمليات، بأنها تهدد الامن الداخلي وبأنها فعل الخاسرين في الانتخابات، وبذلك سوف يشعلون نار الفتنة بين الأطراف الشيعية في الداخل، والمجاميع الأخرى الماسكة للأطراف الحدودية من أشباح الصحراء؛ سيقومون بمهاجمة القوات الامنية من الحشد والجيش الماسكين للحدود، آملين إضعاف عزم وروحية المقاتلين، وبذلك قد تكون حادثة داعش قد تكررت، ولكن بطريقة جديدة وأخرى ومن مرأى القيادات الشيعية.
إذًا على القيادات الشيعية المسك بزمام الأمور، وإفشال هذه المخططات المدعومة من قبل الخليج أدوات امريكا، ووضع التناحرات السياسية جانبًا قبل وقوع الكوارث، وتكرار مع حدث مع داعش وغيرها من المجاميع.
ـــــــــ