الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


د. حيدر سلمان ||

الكثير يتسائل مع تصاعد السجال السياسي بين الغرب و روسيا
🔴 جبوسياسياً
اوكرنيا دولة كانت من ضمن الجمهوريات الستة الملحقة ضمن الاتحاد السوفيتي الذي تفكك اواسط التسعينات ايام اخر الرؤوساء الشيوعيين “ميخائيل غورباتشوف”
اعلنت جمهورية مستقلة بعد التفكك الذي حدث عام 1994 وكانت انذاك موالية الى روسيا علما انها في اوروبا الشرقية وكانت تمثل اغلب السياسات الروسية في اوروبا ويمر عبرها انابيب الغاز الروسي المهم لاوروبا الباردة.
في عام 2013 حدثت تظاهرات واحتجاجات ادت لنزاعات مسلحة للمطالبة بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي وهي ما اختلف عليه السكان وادى لشبه تفكك مجتمعي فيها انتهت عام 2014 بالاطاحة بالرئيس “فيكتور يانوكوفيتش” الذي فر الى روسيا وهاجر 1.7 مليون اوكراني منذ ذاك الحين نحو روسيا، وانتهى بضم القرم في مارس 2014.
🔴 اوكرانيا دولة هجينة من ثقافتين:
🔹الاولى: مواطنبها ذات اصول روسية ويتحدثون لغة روسيا الام ويشكلون 40% من اوكرانيا ويتركزون بالجزء الشرقي ويطالبون بالعودة الى روسيا ويعارضون الانضمام للاتحاد الاوروبي، ويدعون الى اجراء استفتاء للانضمام الى روسيا وتمثلت بمعارضة شعبية مسلحة في عدة اماكن اهمها “القرم” و “لوغانسيك” و “دونيستك” وهو ما دفع روسيا لضم شبه جزيرة القرم الاستراتيجية على البحر الأسود بعد مطالبة شعبية واجهتها “كييف” العاصمة عسكريا، انتهت بسحب قواتها امام الزحف الروسي والمعارضة الشعبية، ولكن بقيت “لوغانسيك” العاصمة الشرقية لاوكرانيا تطالب بضمها لروسيا.
🔹 الثانية: مواطنيها ذات اصول اوكرانية ويتحدثون اللغة الام لاوكرانيا ويشكلون 60% وهم في الوسط والغرب وعاصمتهم هي العاصمة الرسمية للبلاد “كييف” ويطالبون بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي المتخوف من المواجهة مع روسيا لاختلاف القدرات العسكرية.
🔴 حالياً
مع استمرار الضغط الروسي على الحدود الشرقية والشمالية للبلاد بالحشود العسكرية والرغبة العارمة للسكان ذات الاصول الروسية للانضمام الى روسيا وتنامي المعارضة المدعومة روسيا في لوغانسيك و دونيستك، فان البلاد في خطر صراع كبير بين الغرب المتمثل بالولايات المتحدة والاتحاد الاوروربي و روسيا على الطرف الاخر.
ولكن المشكلة تكمن في ان روسيا مستمرة بالتحشيد العسكري فيما الغرب يكتفي بدعم معنوي وسياسي الى “كييف” ولا يخطط لدعم عسكري او نشر قواته في اوكرانيا، علما ان روسيا اعلنت انها مستعدة لكف نشر قواتها او التدخل ب ” اوكرانيا” فقط اذا اوقفت اجراءات ضمها للاتحاد الاوروبي وهو بحد ذاته صعب مع رغبة الاتحاد بضمها ورغبة الاوكرانيين نحو ذلك.
الامر يتجه للمواجهة و السيناريوهات المطروحة الان اثنان فقط:
🔹انا ان تكمل روسيا ما بدأته (ولو اجلتها قليلا) بضم الشرق الاوكراني على غرار القرم ويبدو السيناريو الاقرب حاليا.
🔹او ان تنقسم اوكرانيا لجزء يذهب اوروبيا وجزء يذهب الى روسيا.
اما احتمالية حرب كبرى بين الشرق والغرب ك “سيناريو ثالث” فهو سيناريو ابعد حسب المعطيات الان.

26 يناير 2022
ـــــــــ