الجمعة - 29 مارس 2024

السينما والمسرح والتلفزيون وتأثيرهم على المجتمع.

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


سامي التميمي ||

هناك دارسة أعدت من قبل البنتاغون وبعض مراكز البحوث والجامعات الأمريكية حول أفلام الرعب والأكشن وأستخدام السلاح وطرق الجريمة في وسائل الأعلام وحتى وصلت بيد الأطفال والصبية والمراهقين من خلال ( البلي ستيشن والأجهزة الألكترونية ) وهذا ساعد وشجع على كثرة الجريمة المنظمة والأرهاب والمخدرات والدعارة والفوضى والأستهتار .
في السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات أعتادت بغداد العاصمة العراقية وبقية المحافظات أن تكون على موعد في الساعة الرابعة عصراً من يوم الجمعةعلى مشاهدة الفلم العربي ( المصري) .
وفي بداية كل رمضان كان هناك حضوراً مميزاً للمسلسلات المصرية الهادفة الى جانب المسلسلات العراقية طبعاً .
وكان الغناء العربي الأصيل حاضراً في الصباحات الندية مع أشراقة كل شمس على ربوع بلداننا العربية وفي بغداد بالتحديد الساعة الثامنة صباحاً كانت هناك فقرة ثابته يومياً
( أنتم على موعد مع السيدة فيروز ) ساعة كاملة .
و في كل سهرة حب تجمع الأهل والأقرباء والأحبة والأصدقاء من يوم الخميس كانت هناك سهرة للتلفزيون والراديو مع القمم ( أم كلثوم وعبدالحليم وفريد ونجاة الصغيرة ووردة الجزائربة وناظم الغزالي وسعدون جابر وطلال مداح ومحمد عبدة وغيرهما ) . مع فرقة موسيقية مصاحبة وكأنك تسمع الى سنفونية عربية حالمة .
وكان المسرح المصري والعراقي له حضور مميز في الدول العربية ويشاهد من على شاشات التلفاز في ليلة الجمعة وأيام العيد .
كان هناك برنامج جميل تقدمه السيدة ( خيرية حبيب ) يدعى ( السينما والناس ) يقدمه التلفزيون العراقي يختار فلماً أجنبياً يتناسب مع ذائقة العائلة العراقية .
المهم كانت الأفلام والمسلسلات تقدم فكرة هادفة وجميلة فيها الكثير من المعاني والمضامين والقيم النبيلة الرائعة . عن التضحية والأيثار عن الحب والأخلاص عن العادات الرائعة التي تجعل الأنسان العربي أكثر تماسكاً ورفعة وأحترام ، عن الصداقة وقيمها . عن الوطن وكيفية الحفاظ عليه والتضحية من أجله والتفاني في خدمته وتطوره ،
وأحياناً تجد تأثير الفلم والمسلسل والمسرحية والتمثيلية القصيرة ، حاضراً وبقوة في نفوس وعقول وضمائر الناس . تجدهم يتحدثون به في الأسواق والمقاهي والباصات والتكسي وجلسات السمر . وبعضهم يحلل ويستنتج ويتوقع وكأنهم في تواصل روحي معه .
وبعضهم تخنقه العبرات ويجهش بالبكاء وكأنه يعيش ويتقمص أدوار الممثلين والقصة .
تغير الحال بعد التسعينيات . أصبحنا نمسي ونصبح على غناء وموسيقى صاخبة ومزعجة وكلام ركيك وبذئ لايصلح سماعه وتداوله .
ناهيك عن الأصوات والأشكال واللبس الغريب الفاضح والرقص المبتذل .
والأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي كثر فيها السب والشتم والألفاظ النابية والحركات البهلوانية والأكشن المثير للسخرية ، وقصص لايصدقها ولايعقلها حتى الصغار . كذب وتهريج وفوضى وأستغفال وسذاجة .
نحن لاننكر بأن هناك أعمال جيدة ومحترمة ولكنها قليلة .
هدفنا بأن نرتقي بالفن والثقافة وأن يكون تفكير جدي في أنعاش تلك المؤسسات الثقافية الفنية وتبني مشروع مهم وخطط وبرامج في تهذيب وتطوير وتنمية أفكار المجتمعات العربية ودفعهم نحو العمل والأبداع والقيم النبيلة نحو التسامح ونبذ العنف التطرف والأرهاب والتهميش والأقصاء والتنمر والتعنيف الأسري وخصوصا ضد المرأة والطفل ، وحقوق الأنسان والحيوان .
طموحنا أن يقتنع بنا ويكرمنا ويحترمنا المجتمع قبل كل شئ وهذا أفضل وأعز من تكريم وهدايا كل المهرجانات في العالم .