الخميس - 28 مارس 2024

مؤشرات على ادراك اسرائيل خطر الزوال

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


د.جواد الهنداوي *||

ليس اعداء اسرائيل فقط مَنْ يتوقع زوالها ، وانما بعضٌ من مفكري وسياسي اسرائيل و نُخبها .
ها هو رئيس وزراء اسرائيل السابق ،بنيامين نتنياهو ،صّرحَ قائلاً بانه سيجتهد كي تبلغ اسرائيل عيدها المائة ، و اضاف ” التاريخ يعلمنّا انه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي اكثر من ثمانين عاماً ، وهي دولة الحشمونائيم ” ( جريدة راي اليوم الاكترونية بتاريخ ٢٠٢٢/٢/١ ) .
و في ذات السياق ، أكّدَ آخرون خطر الوجود الذي تواجهه اسرائيل ، منهم ، الجنرال شاؤول اريلئي ، حيث اوضح في مقال نشرته جريدة هارتس الاسرائيلية فشلْ الاستراتيجيات الثلاث ،التي تبنتّها إسرائيل في مسعاها لتحقيق الحلم الصهيوني ،وهذه الاستراتيجيات هي : ارض اسرائيل ،و ديمقراطية اسرائيل ، و يهوديّة اسرائيل ( ذات المصدر اعلاه ؛ صحيفة رأي اليوم الاكترونية ،بتاريخ ٢٠٢٢/٢/١ ) .
ولعلَ مقال الصحافي الاسرائيلي آري شافيط في جريدة هارتس الاسرائلية وبعنوان ” اسرائيل تلفظ انفاسها الاخيرة ” دالٌ و معبرٌ عن حالة القلق والهوس الذي تعيشه اسرائيل كياناً و مستوطنين او محتليّن .( ذات المصدر اعلاه ) .
هذه التصريحات والتحليلات الاسرائيلية ، التي تنذُر بزوال الكيان تقودنا الى التساؤل عن مغزاها و هدفها ، وهل تُعّبرُ حقاً عن واقع الحال ؟
تأتي هذه التصريحات وكأنها تأكيد لما يقولهُ ويرددهُ مراراً السيد حسن نصر الله ،الامين العام لحزب الله في لبنان ، وتتزامن هذه التصريحات في وقت تعربُ فيه الادارة الامريكية ،علناً او ضمناً برغبتها بالانسحاب من منطقة الشرق الاوسط ، و بدعوة حلفاءها بالاعتماد على قدراتهم و امكانياتهم بالدفاع عن امنهم و عن مصالحهم .نتساءل عن مدى جدّية هذه التصريحات ، والتي تنالُ من معنوية الكيان و الاسرائليين ، وتزيد من رغبتهم بهجرة اسرائيل والعودة الى بلدانهم الاصلية ؟ هل لهذه التصريحات والتحليلات هدف استعطاف القوى الصهيونية و الغربية من اجل مزيداً من الدعم العسكري والمالي والسياسي ؟ وهل
الاسراع في وتيرة التطبيع والتعاون و ابرام الاتفاقيات الامنية والعسكرية و الاقتصادية بين اسرائيل و بعض الدول الخليجية خطوة استراتيجية فرضتها امريكا ، لتعزيز وجود الكيان معنوياً وسياسياً واقتصادياً ؟
لمْ يعُدْ خيار شّنْ الحرب امراً قائماً امام امريكا و اسرائيل ، لم يكْ امامهم غير اللجوء الى توظيف كافة الوسائل الناعمة في التأثير على ملفات المنطقة وعلى ارهاصات مشهدها السياسي . والتطبيع السريع و العميق مع دولة الامارات العربية المتحدة أحدَ هذه الوسائل الناعمة .
امريكا و اسرائيل يجنيّان اليوم حصادَ ما زرعوه و نشروه في المنطقة من حروب وعنف وارهاب و ظلم ،اصبحت المنطقة متخمّة بالسلاح وبالطائرات المُسيّرة و باالصواريخ وبالحركات ، ولمْ تعدْ آمنة لا لشعوبها و لا لاسرائيل ،التي هي اضعف كيان في المنطقة ، لفقدانها لقوة الردع ، رغم ما تملكه من ترسانة اسلحة تقليديّة و نوويّة .

* سفير سابق /رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات و تعزيز القدرات
بروكسل / في ٢٠٢٢/٢/٢ .
ـــــــــ