الخميس - 28 مارس 2024

شهيد المحراب..الإبن الشجاع للإسلام

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


السيد محمد الطالقاني ||

يعتبر شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أحد الشخصيات التي حفرت أسمها في تاريخ العراق الحديث، حفرته بالصبر والتضحية، حفرته بالشجاعة والكرامة، حفرته بحب العراق وأهله.
انه شخصية في العلم فاق اقرانه, وفي الشجاعة تصدر أخوانه, فهو سليل اسرة ذات جذور تاريخية ودينية وعلمية عُرفت بالمواقف الجهادية والصبر والمصابرة والايثار .
كان شهيد المحراب (قدس سره) من أول المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وكان له دوراً مهما في إسقاط النظام البعثي من خلال الدور العسكري والدور السياسي.
في الدور العسكري كان راعياً للتعبئة الجهادية في مرحلة الثمانينات والتي تمخض عنها ولادة أكبر قوة عسكرية أرعبت النظام البعثي, ألا وهي قوة فيلق بدر الظافر والذي كان لهذا الفيلق دوراً مهما في العمليات العسكرية الجهادية التي زلزلت كيان نظام صدام الكافر.
وفي الدور السياسي كان سفير العراق المتجول في كل أنحاء العالم حاملاً هموم العراقيين في التحرك على المنظمات الدولية وتعريف العالم بمظلومية الشعب العراقي جراء تسلط النظام البعثي المقبور على رقابه طيلة خمس وثلاثون عاماً.
لقد كان الشهيد الحكيم (قدس) رمزا للوحدة الوطنية حيث كانت رؤيته السياسية هي التاكيد على اهمية وجوب مشاركة كل اطياف الشعب العراقي في العملية السياسية وعلى ترسيخ أسس النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي، الضامن لحقوق جميع العراقيين ايا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم والتعايش على اساس المحبة والمودة والاخوة والهم المشترك، بصرف النظر عن عناوين الانتماء السياسي او القومي او المذهبي او الديني او الطائفي.
كانت مسيرة الشهيد الحكيم (قدس سره) مليئة بالمخاطر أمتدت لاكثر من اربعين عاماً من النضال ضد الانظمة الدكتاتورية الظالمة التي فرضت سيطرتها على العراق, مسيرة بدأت برعاية والده الامام الحكيم (رض) الذي نال ثقته واعتماده عليه في الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية والمالية, ورفقة استاذه الشهيد الصدر (رض) الذي وصفه بالعضد المُفدى, ورعاية الامام الخميني (رض) الذي وصفه بالإبن الشجاع للإسلام لمواقفه الجهادية, وصبره واستقامته تجاه النوائب والمصائب التي مر بها.
لقد اراد شهيد المحراب (قدس) ان يكون العراق سيدا وليس مستعبدا او مستباحا ، بارادة رجاله وابنائه ونسائه.
مااحوجنا اليوم لهذه الشخصية العظيمة في عراقنا الجريح الذي يعيش حالة من التخبطات السياسية والفراغ السياسي.
رحم الله شهيدنا الكبير شهيد المحراب وتغمده بواسع الرحمة والرضوان.
ــــــــ