الخميس - 28 مارس 2024

المقاومة الإسلامية وخياراتها الإستراتيجية.. لتعاظم التدخلات والتهديدات الإسرائيلية!!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


عبدالجبار الغراب ||

تمتلك المقاومة الإسلامية العديد من الخيارات الإستراتيجية والمدروسة والمرتبة في التعامل والمحددة بالزمن والتوقيت المناسبين وبالمكان والموقع الذي سيتم إستهدافه لما يحقق المضمون والهدف المطلوب في حالة أشعلت إسرائيل البارود وزادت من تهديداتها لدول المنطقة ووضعت الجميع في أتون حرب إقليمية,ولهذا فكل الدلائل والمؤشرات توحي بالكثير من المخاطر التى تهدد دول المنطقة بأكملها, هذه المخاطر ما كانت لتواجدها وبهذا الشكل الكبير الا ضمن تعاون واضح وعلاقات وترتيبات متبادلة مع بعض دول المنطقة التي لها إرتباطها المباشر بالجانب الإسرائيلي , فمنذ إفتعال الحرب وشنها على اليمن وشعبها قبل أكثر من سبعة أعوام : تدرجت أمريكا وإسرائيل في وضع سيناريوهات تعزيز لتوسع وإنتشار الكيان الصهيوني في المنطقة, وبرغم خسارة الأهداف التى وضعتها أمريكا وإسرائيل لتحقيقها من حرب اليمن وإفشالها من قبل اليمنيين الا ان أمريكا وإسرائيل ساروا في إيجادهم للبديل ومن سيناريو التطبيع واقامة علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني وإعلانها من قبل دول العدوان التى شنت الحرب على اليمن وشعبها ,ليتم وضع الترتيبات الأولية ورسمها من خلال الاقتراب للمنطقة والغوص فيها من خلال التفاهمات والتعاون مع دويلة الإمارات والبحرين والسعودية لإدخال إسرائيل ضمن التواجد والنفوذ في المنطقة ووجودها في المنافذ والممرات البحرية الهامة والجزر القربية من مراكز السيطرة والتحكم في الممرات البحرية كسقطرى في البحر العربي وجزيرة ميون في البحر الأحمر والامتداد بخط عريض على طول ساحل البحر الأحمر والتحكم بمضيق باب المندب, ومما عزز من تواجد ونفوذ الصهاينة واستفادتهم من التطبيع مع الإمارات والبحرين والتفاهم مع السعودية تمركزها بشكل كبير وإدخالها ضمن قيادات المنطقة العسكرية الوسطى.
لتتمكن إسرائيل بعد ذلك من رسم العديد لمطالب التبادل والتعاون في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية,لتحلق طائراتها في أرجاء دول العدوان السعودي الإماراتي بقياداتها العسكرية ورجال كبار كيان العدو الإسرائيلي , فمن الزيارات الى السعودية والاجتماعات العديدة مع قيادات المملكة السعودية والتفاهمات على وضع العديد من المخططات في مدينة نيوم السعودية والاستقبال الهام والحدث الوضيع الذي كان لإستقبال رئيس كيان الاحتلال في دويلة الإمارات واللقاء الذي تخلل فيه وضع العديد من أنواع التعاون والمساعدة العسكرية وتقديمها للجانب الإماراتي لمواجهة صواريخ وطائرات اليمن المسيرة في إستهدافها للمطارات والمنشآت الحيوية الهامة في ابوظبي ودبي في مواصلة للردود المشروعة لليمنيين ودفاعهم عن البلاد في وجه عدوان عالمي بغيض تحالف فيه أكثر من عشرين دوله تتقدمهم أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في المنطقة السعودية والإمارات ,لتكون للأجواء السعودية فتحها للطائرات العسكرية الإسرائيلية والسماح لها ولأول مرة بالذهاب الى مملكة البحرين في زيارة هامة كان لوزير دفاع الكيان الصهيوني وجوده في البحرين واستقباله من قبل سلطات البحرين لبحث مجالات الدفاع الأمنى وتعزيزه ضمن مسارات متبادلة تجعل منها إسرائيل تقديمها لمختلف التعاون العسكري للمملكة البحرين لمواجهة مختلف التهديدات التي تواجهها دول الأعراب المطبعه مع إسرائيل, وجعل التعاون وتبادل الخبرات وبناء قواعد عسكرية للقوات الإسرائيلية في هذه البلدان لتأمين حمايتها وردع كل محاولات التهديد القادمة من دول هي مناهضة للوجود الإسرائيلي وناهجه منهاج الدفاع عن المقدسات الإسلامية وحق الفلسطينيين في إستعادة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف من تحت أيادي الاحتلال الصهيوني الخبيث.
ولهذا فقد تماشت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في إيجاد وخلق العديد من الإفتعالات والأسباب لجعلها بأكورة إرتكاز يسعون من خلالها لتحقيق الأهداف,ولرسم وتحديد بعض الممارسات والإفتعالات كان لابد عليهم ضم العديد من الدول الغربية كالفرنسيين والبريطانيين وبعض دول المنطقة كالسعودية والإمارات لخلخلة دول محور المقاومة الإسلامية بالذات , فمن الدولة اللبنانية وربط هذا الخلل وإلصاق الوضع المتدهور الداخلي على حزب الله اللبناني ,هذه الإفتعالات والتدابير الهمجية وتراكماتها المدروسة أزدادت وارتفعت منذ انتصار المقاومة اللبنانية على كيان العدو الإسرائيلي في حرب تموز, لتتصاعد حدة المؤامرات التى تستهدف الداخل اللبناني وإفتعال وتدبيرتفجير مرفأ بيروت وإدخال لبنان في مشاكل وخلافات إخرت على فعلها تشكيل الحكومة وهشاشة في الاقتصاد وتردي في الأوضاع وضعت لبنان في إنهيار اقتصادي كبير,لتكون لحادثة الإعتداءات الصهيونية على الحدود اللبنانية صورتها التى أخرجتها المقاومة اللبنانية لخيار إستراتيجي هزت كيان الاحتلال بفعل ردود صاروخية سريعة ورد مشروع للمقاومة اللبنانية أسكتت معها
غطرسة الاحتلال ووضعته في وضعية حرجة للغاية لا يقدر على الرد,لتتمد الأهداف والنوايا الخبيثة لأمريكا وإسرائيل في تداخلاتها السافرة بمراكز القرار في لبنان لتشعل معها الأحداث سلسلة طويلة من المظاهرات الداعية الى تحسين الأوضاع المعيشية وإيقاف تدهور سعر العملة ,ومع إفتعال حادثة الطيونه وتدبيرها بتأمر وإنصياع من قبل حزب القوات اللبنانية لتنفيذ أجندة خارجية تفننت السعودية في رسمها وخططت لها إسرائيل وإيعازهم لقتل المتظاهرين المنتمين لحزب الله لأهداف إشعال حرب أهلية في لبنان , لكن كان لإطفاء وإخماد لهيب حرارتها الخارجية سماحة السيد حسن نصر الله ليكون لها واقع الصادم في إسكات مشعلي الفتنة في لبنان, ليكون لمعترك المتغيرات إحداثها لمتغير جديد وضعت على إثرها المقاومة الفلسطينية حدآ لعنجهية إسرائيل وضربها للمدن الإسرائيلية ومنشآتها الهامة بصواريخ المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس, لتتوضح بذلك المخاوف الإسرائيلية وقلقها الكبير بحديث السيد حسن نصر الله بجعل الاعتداءات على الأقصى الشريف والقدس معركة إقليمية ومعادلة جديدة وخيارات للمواجهة مع الكيان الصهيوني من جميع دول محور المقاومة ,هذا التأكيد عززه في ذلك السيد القائد عبدالملك الحوثي بالانضمام الى حلف المواجهة وجعلها حرب إقليمية اذا ما كان للاعتداءات الصهيونية تجديدها على الأقصى وإقحام نفسها في عمليات في شأنها تعمل على خلخلة الأمن والاستقرار في المنطقة, وهذا ما تأكد وبان في توسع وإنتشار الكيان الصهيوني وتعاوناته مع دول الإمارات والسعودية والبحرين ومساندتها لهذه الدول وإشتراكها في كل عمليات الحرب والمؤامرات التى تهدد إستقرار أمن وهدوء في المنطقة واهدافهم الخبيثة في إشعال المشاكل وغرسها وخلق المبرارات وجعلها أسباب وإحداث الإفتعالات لأجل تنفيذ تهديداتها وبالذات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فالخيارات الإستراتيجية لدول محور المقاومة الإسلامية عديدة منها ما تم إخراجها والإفصاح عنها كعمليات ردوود للجمهورية الإسلامية الإيرانية لما قامت بها أمريكا وإسرائيل من عمليات لإغتيال لقادة وعلماء إيرانيين وأعمالها الإرهابية لتفجير مفاعلات إيران النووية , ومحاولاتها الدؤوبه لعرقلة مسارات الاتفاق النووي,وانتهاكاتها المتواصلة للمواثيق والاتفاقيات الدولية في سلامة وتأمين الملاحة البحرية , وأعمالها الإجرامية وتهديداتها المستمرة لمرور السفن الإيرانية في المضايق والبحار في المنطقة: فكان للخيار المنتظر إخراجه بالقصف المباشر على القواعد الأمريكية في العراق ,وخياراتها في رد الصاع لإسرائيل صاعين في ناقلات وسفن إسرائيلية في مياه البحار وتفجيرها بأسلوب مخطط ورد إيراني مدروس حسبت له إسرائيل مليار حساب, ليكون لخيار اليمن الاستراتيجي العسكري النوعي وبصواريخ بالستية وطائرات مسيرة أسماها الجيش اليمني واللجان بعمليات الإعاصير الثالث : والتى دكت من خلالها مطارات ابو ظبي ودبي ومنشأت نفطية وقاعدة الظفرة الجوية المتواجد بها الجنود الأمريكيين وبوجود رئيس كيان العدو الإسرائيلي في ابوظبي رسائل يمانية شديدة اللهجة لإسرائيل, وأيضا واضعين من خلالها تحذيراتهم لدولة الإمارات لإعلان إنسحابها من حرب اليمن وعدم تدخلها في دعم المرتزقة, وهذا ما أرعب وأقلق الكيان الصهيوني ليضع في جعباته العديد من الوسائل والأهداف لمواصلة مساعيهم لإشعال مخطط التدمير والصراع في المنطقة بتقديمة المساعدة والدعم للإمارات في سبيل عدم تراجعها عن خيار الإنسحاب, ليكون للدليل وجودها التأكيدي البليغ وبالزيارات الصهيونية الى الإمارات وفي الوقت التي تتصاعد الردود المشروعة للجيش اليمني واللجان الشعبية في إستهدافها لدولة الإمارات وهو لتعزيز المفهوم لتحفيز الصهاينة للإماراتيين لمواصلة حربها في اليمن وضرورة العمل وفق ما تم الإعداد له صهيونيآ وأمريكيآ للأجندتهم في المنطقة, والتى على الإمارات والسعودية استمرار التنفيذ ,وعلى هذا الشكل المؤكد والواضح بتأييد وإسناد منقطع النظير إسرائيلي لتثبيت الوجود والتوسع والهيمنة في المنطقة : كان لخيار قوى لجماعة خارجية أطلقت على نفسها ألوية وعد الحق من العراق أعلنت مسؤولياتها عن استهداف الإمارات بطائرات مسيرة ضمن سياق التحذير من مغبة استمرار التنسيق والتعاون الإماراتي مع الكيان الصهيوني, وان أمن المنطقة هو أمن جميع من يعيش فيها وليس لتواجد مخاطر وأهداف هي ضمن مخططات الصهاينة تهديد للجميع وليس لدولة بحد ذاتها,وما كان لإيضاحه باتصال لوزير الخارجية الإيرانية العبدالله حسين أمير عبدالهيان لنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد هو في إطار النصح والإرشاد لتهديدات الكيان الصهيوني وتأثير وجوده على الجميع, وتأثير استمرا الحرب في اليمن على المنطقة كلها ولا حل الا بالحوار السياسي والمفاوضات.
فمواصلة إسرائيل لتقديمها لكل الوسائل والقدرات العسكرية ووضعها في مساعدة الجانب الإماراتي يمثل تراكمات إضافية لإشعال إسرائيل البارود في المنطقة والعمل على زعزعة الأمن والإستقرار وإطالة أمد الحرب في اليمن وإدخال المنطقة برمتها بالصراعات خصوصآ مع الاقتراب الأكيد للاتفاق النووي وتلبية مطالب الشعب الإيراني في حقوقه المشروعة ورفع كامل العقوبات التى سيكون لواقعها نهوض وتطور وتقدم كبير يستخدمه الإيرانيون في مواصلة البناء وتعزيز الأمن والحماية وعقد الاتفاقيات التجارية الكبرى وهذا ما يزعج الصهاينة بالذات ولهذا هم يصطدون في مربع الجسد الإماراتي والسعودي لمحاولة النهش في اقتصادهم وإرجاعهم الى خمسين عام الى الوراء ولتعزيزهم والاسناد في الحرب ضد اليمن وتغذيتهم لها سيكون للخيارات الكبرى قدومها على شكل غير متوقع لأمريكا والكيان الصهيوني وخاصتا لما تاكد في مضامين رسائل عمليات اليمن الأعصارية الثلاث وامكانيه ضرب العمق الإسرائيلي من اليمن وامتلاك لقوة عسكرية عظمى في المنطقة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمقدورها لمسح الكيان الصهيوني من الخارطة خلال دقائق معدودة وهذا ما حذرت وما زالت تحذر منه القيادات الإيرانية كيان الاحتلال الصهيوني من تمادي تهديداته للاستقرار والأمن في المنطقة وما عليه الا الابتعاد والذهاب بعيدا عن كل ما يتعلق بالعرب والمسلمين لان اذا اشتعلت النيران لا يمكن اخمادها الا بنهاية وزوال لكيان الاحتلال الصهيوني.
والعاقبة للمتقين.
ـــــــــ