الخميس - 18 ابريل 2024
منذ سنتين
الخميس - 18 ابريل 2024


ضياء ابو معارج الدراجي ||

ريان المغربي ذلك الطفل ذو الخمس اعوام الذي سقط في بئر ماء لخمس ايام متتالية واصبح الحدث الاهم في العالم العربي والغربي والشرقي،
خمس ايام مظلمة ومرعبة عاشها ريان حتى رحل الى ربه لحظه إخراجه من قعر البئر من خلال حفرة جانبية بعمق ٣٢ مترا تحت الارض، خمسة ايام وانفاسنا تتقطع في كل لحظة نستمع لاخباره لتضيق صدورنا رعبا عليه ونحن نرى الجرفات تحفر تسابق الزمن لانقاذه ،نعيش معه ساعات بل ايام الرعب والخوف والالم والجوع والبرد التي اختبرها ذلك الطفل الوحيد الخائف الجائع بيت أحضان بئر ظالم ولحظات الوحشة في قبره المائي بعيدا عن احضان امه وامان ابيه ،تحركنا مشاعر الابوة والإنسانية نحوه و يجفو النوم جفوننا حتى الصباح نفكر بحاله المساوي كأنه احد اولادنا.
رحم الله ريان الذي ربما اراد الله ان يحرك به ضمير العالم ومشاعرهم ليبعث لنا صدى انينه من داخل البئر المغربي القاتل رسائل الى العالم كله ليوجه انظار العالم نحو اطفال الشرق الاوسط تلك البقعة التي لا تزال طائرات التحالف العربي السعودي الاماراتي تدك بيوت الشعب اليمني وتدفن مئات الاطفال احياء تحت ركام الطابوق والخرسانة جنوبا وشمالا نحو اصوات جياع الاطفال في مخيمات النزوح في سوريا والعراق وتركيا وايضا يعيد بنا الذكرى الى المشاهد الماساوية التي ارتكبتها امريكا في العراق خلال حرب عاصفة الصحراء عام ١٩٩١ ومنها ملجئ العامرية الذي قُتل ضحاياه حرقا اثر قصف جوي امريكي متعمدا تماما واصوات صراخهم تعلوا الى رب السماء ،اطفال ونساء وشيوخ احتموا به خوفا من الموت الذي باغتهم بنار مظلمة قاتلة تؤلم دون ان امل بالحياة تنزع جلودهم عن اجسادهم بمشهد مرعب كانه يوم القيامة اختبره اطفال تلك اللحظة في ذلك الحيز الضيق في بغداد-العامرية.
ان الإنسانية الامريكية والديمقراطية الامريكية مجرد هالة اعلامية تغطي بها صورتها البشعة المرعبة القاتلة تتبع بها مصالحها حتى وان قتلوا نصف العالم وما هيوشيما ونكزاكي الا امثال حية عن القسوة الامريكية واستخدامها للقوة المفرطة في سبيل تحقيق ما تريد وللاسف اخذت الانظمة العربية تتصرف تماما كالتصرف الامريكي وانفقت على الاعلام اموال طائلة لتحسن صورتها امام المجتمع الدولي والشعبي لتغطي على جرائمها ضد الانسانية والطفولة ولا نستثني حكومة الفيس العراقية وبطولاتها الوهمية دون حلول امنية وخدمية واقعية .