الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


مازن البعيجي ||

معرف عن كيان المرأة وخصلة العاطفة الجياشة التي أودعها فيها الخالق العظيم، وكيف أنها – تلك العاطفة – شكلت ضمانة للقيام بوجبات مهمة كانت تتناغم ومستوى التكليف الذي احيطت به والمهمة التي أسندت إليها. هذا في المرأة الطبيعية بهدف أو بغيره، مدركة أو غير مدركة، لكن عند “القائد زينب” عليها السلام التي كانت لديها تكليف يختلف ويتناسب مع قضية السماء والفداء العظيم الذي لابد من تقديمه للدين والعقيدة وهو الحسين عليه السلام وخيرة اقمار بني هاشم، بمشهد لم تستوعبه العاطفة الطبيعية، ولا أي امرأة ممكن تكون مكان زينب عليها السلام العالمة الغير معلمة كما ورد عنها حين خاطبها مولانا الإمام المعصوم زين العابدين عليه السلام.
عاطفة كانت واعية لمقادير ما يحتاج كل موقف من مواقف الطف الكثيرة والمتنوعة، فهي الدمعة الساكبة، والقلب المتفجع الذي يقطر حزنا، وهي الجبل الصلد الذي وقف يقرع بسوط من ثبات وهدوء ورباطة الجأش العلوي الفاطمي، الذي قلب على الأباطرة طاولة زهو الإنتصار الموهوم!
ومن جهة أخرى، تعرّف كل ناظر اليهم بحجم ما أقترفت يد الأمويين بحق وكلاء السماء كأمهر اعلامية ثنيت لها وسادة البث الفضائي متعدد اللغات، والعاطفة كانت مرسلات دائمة التأثير إلى يومنا هذا، وزينب أرتفعت بكل معنى السمو عن ما يلحق الأنثى من سلبيات اليوم تغرق بها الكثيرات ممن نقص عندهن فيتامين زينب الرسالة الواقعية لا الصورة القشرية الهشة فارغة المضموع مع نظارة قشور لا تصمد أمام الإختبار!

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..