الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024

نوري حسين الهاشمي ||


من الغباء ان نعتقد للحظة واحدة ان الاحزاب الحاكمة سوف يصحو ضميرها وتعمل من اجل مصالح الشعب ويتوهم من يعتقد ذلك اما لكونه ساذج تنطلي عليه اللعبة ببساطة او انه لا يزال يأمل بصيص خير من هذه الاحزاب…
الضجه الاعلامية التي اثيرت ودموع التماسيح التي انهمرت حول الحالة التي يعاني منها المواطن من جراء تغير سعر صرف الدينار والكلام عن ضرورة تصحيح الوضع وتحميل وزير المالية المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور ليس اكثر من ذر الرماد في العيون واستغفال مكشوف للشعب…
اصل الموضوع ان هناك مبالغ ضخمة قد تكدست عند بعض الاحزاب من العملة العراقية تصل قيمتها الى اكثر من تسعة ترليون دينار عراقي جراء معاملات مشبوهة
هذه المبالغ تحتاج الى تحويلها للدولار ثم يتم غسيلها عبر بنوك في الامارات والاردن لكي تكسب الشرعية…
فكان المخطط ان يتم فتح مصرف اهلي في الموصل اولا
تودع هذه الاموال في المصرف الاهلي
ثم يقوم المصرف الاهلي بشراء الدولار من ما يسمى مزاد العملة
بعد ذلك يحول الدولار الى بنوك في الاردن والامارات عبر طرق غسيل الأموال
المبلغ المتكدس بالعملة العراقية لو تم تحويله بسعر صرف ١٤٥٠ دينار لكل دولار سوف يكون في حدود ٨ مليار دولار
اما لو تم تحويله بسعر صرف ١٢٥٠ دينار لكل دولار سوف يكون اكثر من ٩ مليار دولار
اي ان هناك فارق اكثر من مليار دولار وهذه الزياده تغطي كلفة تبيض هذه الاموال
لكن المفاجأة التي حدثت ان وزير المالية رفض ذلك
ولا نعرف لماذا رفض هل رفض خوفا على مصالح الشعب نشك في ذلك لانه كان المساهم الاول في تجويع المواطن او رفض لسبب أخر لا نعرف وربما سوف نعرف عندما يتكلم هذا اذا سُمح له بالكلام
فأنقلبت الطاوله عليه ولا نعرف تداعيات هذا الانقلاب لكننا واثقون ان المصرف الاهلي سوف يفتح وان الاموال سوف تتسرب الى الخارج بالطريقة التي ترضي الاحزاب ولا عزاء للمواطن. وسوف يعود سعر الصرف الى اكثر من ١٤٥٠ دينار للدولار الواحد بعد انجاز المهمة