الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


سعد الزبيدي *||

صفارات انذار وضربات روسية واجتياح لاوكرانيا ألسنة الدخان تتصاعد وانزال قوات روسية في مدينة أوديسا وربما في مناطق كثيرة الشوارع باتت فارغة واختفى الدولار من المصارف ومن يمتلك المال حزم حقائبه وقرر مغادرة شرق أوكرانيا إلى مناطق أكثر أمنا داخل أو خارج البلد وبدأت طوابير أمام أماكن بيع المواد الغذائية والمواد الاساسية بغية تخزينها خوفا من استمرار أمد الحرب وما هي إلا أيام وستتوقف معظم العجلات لخلو المحطات من الغاز الروسي سيشعر المواطن الاوكراني بالخوف والرعب من الهجمات الروسية وربما سيجبرون الحكومة على الاعتراف بالدولتين التي انفصلتا عن أوكرانيا.
روسيا تعرف كل شبر في هذا البلد الذي كان يوما ما جزء من الاتحاد السوفيتي وتعلم جيدا أن الحكومات الفاسدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي قد باعت جميع الترسانة العسكرية لدول كانت قد استغلت تفكك الاتحاد السوفيتي وهذه الضربات هي رسائل لأمريكا والناتو أن روسيا لن تسمح بمحاصرتها من قبل الناتو وأوكرانيا وجورجيا لن يكونا جزء من الناتو.
هل تستطيع أمريكا وبريطانيا والناتو وكل من معهم أن يردوا ولو بطلقة واحدة؟!
سيكتفي بايدن بارسال مساعدات غذائية ومناشدات لبوتين لايقاف الحرب أو أنه سيشدد العقوبات وسيرد بوتين أن العقوبات لم ولن تؤثر على دولة عظمى كروسيا.
أوربا التي يغطيها الثلج والتي تستورد الطاقة من روسيا ستمثل دور الداعم لأوكرانيا ولكنها ستلتزم الصمت وإلا مصيرها الانجماد.
الصين لن تتخلى عن حليف استراتيجي وأظن أن سكوت أمريكا عن الغزو الروسي لأوكرانيا سيفتح الباب أمام الصين لاجتياح ما تظن انه حق لها في تايوان وتايوان المهمة جدا للاقتصاد العالمي حيث أنها تمتلك أكبر احتياطي من المواد المهمة الداخلة في صناعة الالكترونيات كالموبايلات والحواسيب.
لا نتمنى أن يكون هناك أي تصعيد فأي رد من أية جهة يعني دخولنا في حرب عالمية ثانية سيكون العرب حطب لهذه الحرب لأن القواعد الأمريكية وتواجد الناتو والمصالح الأمريكية كثيرة جدا في الوطن العربي.
الخوف كل الخوف من تهور رئيس كوريا الشمالية فأنا أعتقد أن هذا الرجل لن يغادر الحياة حتى يترك اسمه فيما سيتبقى من الكون فجنون هذا الرجل ربما ستقوده للدفاع عن روسيا اذا ما ردت امريكا او الناتو على الاجتياح الروسي.
العالم يحترم القوي الحقوق تنتزع لا تعطى.
النفط سيرتفع والذهب في ذات الوقت ستكون هذه الحرب وبالا على العراق والبلدان التي تعتاش على الاقتصاد الريعي فحتى لو اصبح سعر البرميل بألف دولار ولأننا لا نمتلك مصانع بتروكيمياويات أو معامل تكرير ويخلو البلد من زراعة أو أي صناعة ولا نمتلك صناعة نفطية ومادام العراق يستورد كل شيء فلن نستفاد من ارتفاع اسعار الوقود بل على العكس من ذلك فمشتقات النفط سترتفع ارتفاعا كبيرا في السوق العراقية.
بوتن سيمرغ أنف أمريكا في أوكرانيا وسيجبر الكون على الاعتراف بالدول التي استقطعها من أوكرانيا.
العلاقات الدولية تحكمها المصالح ولا تنحدع بما يذاع في الاعلام فالاهم ما يجري تحت الطاولة.
سيكتفي الكون بعقوبات ونستنكر وندين ونشجب فالروس ليسوا صداما وأوكرانيا لا تمتلك سوى نساء حسناوات فليس لديها آبار الكويت ولن تحلب امريكا روسيا كما تحلب دول الخليج.

*الكاتب المحلل السياسي.
ــــــــ