الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


حيدر المطوكي ||

قال معاوية ابن ابي سفيان، من يخلصنا من فقار علي بن أبي طالب ؟
فرد عليه ابن العاص، جهل الناس يا ابا يزيد جهل الناس أقوى من فقار علي.
ومن هذه المقدمة البسيطة نستدل على ان اعداء الشيعة، ساروا على هذا النهج، بدليل ان الاعداء نفذ ما بجعبتهم من مخططات عسكرية، لأحتلال وتدمير العراق بشكل عام، والمناطق الشيعية بشكل خاص، مثل القاعدة، داعش، الاحتلال العسكري، بما يسمى بالتحالف الدولي،.
فقد وقفت المقاومة الشيعية، والتي تمثل اليوم فقار علي، بوجه جميع هذه المخططات العسكرية الدموية، التي ارادت استباحة بلدنا والسيطرة على جميع مقدرات البلد، وتدمير المناطق الشيعة واسعبادهم مرة اخرى.
هنا اعيدت نفس الجملة، من يخلصنا من فقار علي، ايضاُ اشارة ابن العاص (اسرائيل)، الى جهل الناس، وبدأت نظرية مؤامرة تشرين، تحاك في غرف مظلمة، من داخل دولة الامارات بمعية امريكا واسرائيل، وبتمويل خليجي بحت، وبتنفيذ ايادي العراقيين، وخصوص الشيعة مستغلين، غباء وجهل هذه الناس، وغسيل ادمغتهم، بمساعدة من الخونة، والحاقدين من بقية الطوائف، لأسقاط الحكم الشيعي.
لو دققنا قليلاً في المشهد، لوجدنا هناك ثلاث نقاط مهمة استخدمت مع بعضها في التظاهرة هي، لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط مع بعضه.
فالنشير الى الجملة الاولى، لا شيء يحدث بالصدفة، ونأخذ مثال بسيط على هذا، لو رجعنا الى الذاكرة، ولاحظنا الشعارات التي رفعت في مظاهرات لبنان، والعراق، لوجدنا نفس الشعارات بالضبط، اريد وطن، ايران بر برة، نطالب بطرد المليسشيات اي (المقاومة)، العودة الى الحضن العربي، باسم الدين باكونة الحرامية، الاحزاب الشيعية هي التي موجه لها سرقة البلاد، هنا نعلم علم اليقين ان هذه الشعارات مدروسة ومهيئة ومعدة لها سابقاً.
ولنأخذ الجملة الثانية، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، لو تمعنا جيداً بأهداف التظاهرة هي، المطالبة بحقوق الشعب من مدارس، مستشفيات، وظائف للشباب، وغيرها، وجميعها مطالب صحيحة، لكن انحراف هذه المطالب باول يوم من التظاهرة، وبدأت افعال واعمال غريبة، حرق الاطارات لقطع الشوارع، اغلاق الدوائر الحكومية والمدارس، حرق مباني المحافظة، واقفال الجامعات، لتشل الحركة في هذه المحافظات، وتسقط، اهانة الرموز الدينية الشيعية، حرق مقرات فصائل المقاومة، حرق صور الشهداء، وغيرها من الاعمال الاخرى التي لا تمت الى اهداف مبادئ التظاهرة، اذا نستدل من هذه الاعمال انها كانت موجه ضد فئة معينة من الشعب بمخطط مدروس دراسة جيدة ومعد له مسبقا،ً ويقع في المحافظات الشيعة فقط، وينفذ في دولتين هما العراق ولبنان.
ولنأتي للجملة الثالثة، وكل شيء مرتبط مع بعضه، ان حجم المؤامرة والمخطط الخبيث كان مستهدف به الدول التي تمتلك مقاومة شعية قوية، قي ايران الحرس الثوري، في لبنان حزب الله، في العراق الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، في اليمن انصار الله، وان هذه القوة تحمل مبادئ وقيم وعقيدة ايمانية ثابتة، لا تركع لدول الاستكبار العالمي المسيطرة والمهيمنة على دول العالم، كما وان هذه القوة الشيعية، تهدد مصالح دول الاستكبار الشيطانية في الشرق الاوسط ، لهذا انطلقت مظاهرات حاشدة في مطلع تشرين عام 2019،أُطلِق عليها تسمية (مظاهرات أو حراك أو ثورة تشرين(، فتمّ توظيف الإعلام بكل أنواعه في نشر الاتهامات وتسقيط، الاحزاب الشيعية وفصائل المقاومة والحكم الشيعي، وتصاعدت عمليات، قتل الشباب المغرر بهم المتظاهرين وغيرهم من الناشطين الذين ينتهي دورهم في هذه اللعبة من قبل المخارات الاماراتية في العراق، وايران، ولبنان، ، وربما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأكثر تأثيرا، على استغباء واستحمار وغسل الادمغة، بالغاء الاتفاقيات المهمة التي من شأنها تغير الواقع في العراق، مثل اتفاقية الصين وطريق الحريري، وفي لبنان القضاء على المقاومة، والحمد الله قد اجهض هذا المشروع الخبيث بفضل ارادة وصبر وعزيمة وحكمت مرجعيات وقادة وزعماء وابناء المقاومة الشيعية.
وفي قراءة موضوعية علمية محايدة، قائمة على الوقائع والأدلة، سنكتشف، ان ماكان عليه الوضع الاقتصادي والسياسي قبل التظاهرة افضل من ماكان عليه بعد التظاهرة، حيث ارتفعت اسعار صرف الدولار والعملة، وارتفعت اسعار المواد الغذائية الى النصف مماكان عليه وكل شيء تغير نحوة الاسوء، اين هم الذين يريدون وطن، لم نسمع لهم اصوات، وصولات، وجولات، ولم يخرجوا بالمطالبة بحقوقهم،الكل في سبات.
ومازال استغباء واستحمار وغسل الادمغة مستمر، قبل ايام قصفت الجمهورية الاسلامية الايرانيية مواقع تابعة للموساد الاسرائيلي في اربيل، احترقت مواقع التواصل الاجتماعي اين سيادة العراق، واصدرت البيانات وبدأ التهجم على الجمهورية الاسلامية الايرانيية، واستدعاء السفير وهلم جرة، الغريب ان ايران قبل عدة اسابيع قصفت اربيل لمواقع معارضة ايرانية، لم نشاهد اي بيان صدر ولا مواقع التواصل نشرة ولا قناة فضائية استنكرت، بل ان القوات التركية يومياً تقصف قرى في اربيل ودهوك وسليمانية، ومخترقة سيادة العراق، وتمتلك اكثر من سبع قواعد عسكرية كبيرة في العراق، و توجد فيها اكثر من سبعة الاف جندي وضابط، لم نشاهد استنكار ولا بيان ولا هتاف ضد القوات التركية.
اذا القضية واضحة، هو التحشيد الجماهيرية، بعد غسل عقولهم، واستخدامهم كأدوات ضد المقاومة الشيعية وقادتها.
وعلى الجميع أن يعلم بأن هناك قادة حقيقيون يشخصون ما يجري ويتابعون بدقة وأيديهم على الزناد.
ولدينا مرجعيتنا الدينية العليا ومدننا المقدسة بعلمائها ورجالها (ووحدتنا الشيعية) الذين سوف يشكلون قوة من شأنها أن تعيد تشكيل خارطة الدول الشيعية