الجمعة - 29 مارس 2024

غاية إبليس ليست الصلاة ..!

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


سجاد الدخيني ||

كان ومازال الصراعُ مُحتدماً، بين الساعين المتمسكين بالصراط المستقيم، المتمثل بآدم زمانهم،
وبين الضالين المضلين، بقيادة إبليس اللعين، ولم ينتهي الصراع بخسارة آدم لابنيه كليهما، إذ قتل قابيل هابيل، فخرج أحدهم عن الدنيا ميتاً، والاخر إنصاع لما ألقاهُ ابليس في روعهِ، فأستحق بذلك عقاب الحق تعالى.
كانت وما زالت أنظار إبليس اللعين، تُراقبُ كُل من يقفُ في صفوفِ معسكر الخليفة المُنصب من قبل الله تعالى، سعياً منه لتفريقهم، وتشتيتهم، وابعادهم عنه، فهذا سلمان المحمدي رضوان الله عليه، فقد دفع ضريبة تمسكه بالإمام علي (ع) حتى لم يبقى في بيته سوى قُرص خبرٍ يابس وحصيرة من سعف النخيل، وذلك ميثم قد عُلق على جذع النخلة التي كان يقتات منها ضريبة لحبهِ لإمام زمانهِ.
هو قولٌ قاله بديع السموات والأرض، نتذكره لنشد به العزائم لكي لا نقع فريسةً للهزائم.
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ))
وهذا الحسين (ع) قد بقيّ وحيداً لا ناصر له ولا معين بعد أن استحكم إبليس سيطرته التامة، على عقول الكثيرين من أبناء آدم، وعندما نقف امام سؤالٍ يطرح نفسهُ
“لماذا لم ينصر الإمام الحسين إلا سبعون رجلاً؟ ”
نتذكر خطاب إبليس عليه لعائن الله إذ يخاطب رب العالمين،
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)
فالصراط كما هو مسلم لدى عامة الطائفة هو الإمام علي بن أبي طالب، والذي تمر علينا بعد ايأم ذكرى استشهاده، وإن من يمثله اليوم هو إمامنا المهدي المنتظر (عج)،
فالثغور التي يسعى إبليس لإستهدافها، لا يحتاج لرجال فلاسفة لمعرفتها وتشخصيها، وهذا رسول (الله صلى الله عليه واله) المبعوث رحمة للعالمين
يحذرنا من ميتة الجاهلية، بقوله ( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته )
فغاية إبليس ليست ابعاد الناس عن صلاتهم رغم اهميتها ووجوبها، ولا عن صومهم رغم وجوبهِ وفضله العظيم، بل أن جُل غايته، يتمركز في إبعادهم عن إمام زمانهم، والذي من دون معرفتهِ والتسليم لأمرهِ، لا قبول لباقي الاعمال وان قام ليلهُ وصام دهرهُ وتصدق بجميع ما يملك فلا يكتب له القبول إلا بعد معرفة وطاعة امام الزمان