الجمعة - 29 مارس 2024

بدر..بناة الدولة وهم حماتها

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد الياسري ||

استكمالا لمقالنا السابق بالذكرى ٤١ لتاسيس تشكيل بدر الظافر .. بعد الغزو الاميركي للعراق عام ٢٠٠٣ واسقاط النظام البعثي المقبور (الذين دعموه سابقا وساندوه وقدموا له مختلف الاسلحة الجرثومية والبايلوجية) وعادت القوى الاسلامية والاحزاب والحركات السياسية للبلاد ..
كان مشروع واشنطن يتمحور حول تعيين حاكم اميركي للعراق والسيطرة عليه وتغييب دور القوى العراقية لكن هذا المشروع اصطدم بارادتين اجبرتا الادارة الاميركية على الرضوخ لمطالب الشعب فالاولى كانت رغبة المرجعية الدينية باجراء انتخابات يحدد فيها الشعب العراقي شكل النظام السياسي الذي يريده والاخرى كانت ضغط الجمهورية الاسلامية الايرانية على اميركا وحلفاءها بالقبول بمطالب الشعب واختيار ممثليه عبر الانتخابات (وهذا ما أكده وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف في اجتماع دول جوار العراق والاعضاء الدائميين لمجلس الامن في شرم الشيخ واصرار طهران على الانتخابات مقابل رفض السعودية وبريطانيا) وكان تشكيل بدر من القوى البارزة المشاركة في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد والدخول بقائمة شيعية موحدة اكتسحت الاصوات الشعبية والتي كان لها الدور الابرز في كتابة دستور دائم للعراق للمرة الاولى في تاريخ العراق.
بعد تحديد شكل النظام السياسي والذي لم يكن على المزاج الاميركي البريطاني السعودي حلت الهجمة الارهابية والمفخخات الوهابية لتقطع اجساد المناطق الشيعية ليندفع البدريون بالتصدي للمجموعات الارهابية ومساندة الاجهزة الامنية المشكلة حديثا (وقتها) لتكون امكانية البدريين في التاسيس لقوات امنية تتصدى للزمر التكفيرية .
قيادة بدر كانت لديها رؤية واضحة منذ بداية الغزو بان بقاء الاحتلال الاميركي سيحول العراق الى قاعدة عسكرية ولن تشهد البلاد اي استقرار وبالتالي من هذا المنطلق كان تشكيل بدر من ابرز الداعمين والمساندين لفصائل المقاومة بشقيها السياسي والعسكري لاخراج المحتل .. وقد تحقق ذلك بالانسحاب المذل عام ٢٠١١
وايضا يحسب لقيادة بدر دورها في تحويل الاتفاقية الامنية مع المحتل الاميركي الى اتفاقية انسحاب من العراق في العام ذاته.
بعد الانسحاب الاميركي استشعر البدريون خطر الارهاب وهو يدق حدود العراق بعد اجتياح المجموعات التكفيرية للاراضي السورية فكان البدريون احد ابرز الملبين لنداء الدفاع عن الحرم الزينبي المقدس وكذلك تحييد المجموعات الارهابية من الزحف نحو العراق.
وفي منتصف عام ٢٠١٤ بعد احتلال داعش للاراضي العراقية بدعم اميركي غربي خليجي اندفع البدريون اندفاعا جنونيا للتصدي للارهاب وهو يطرق ابواب بغداد .
فكان دور بدر في ديالى وامرلي وسامراء وجرف النصر واضحا حتى تبلورت الفتوى ليكون الحشد الشعبي .. فانخرط البدريون في الحشد وليشكلوا ابرز مفاصله مع فصائل المقاومة الاخرى ولتنطلق مرحلة جديدة من حماية الدولة وانتهت بهزيمة داعش في العام ٢٠١٧ بثلاثية (فتوى المرجعية ودعم ومساندة الجمهورية الاسلامية والمساهمة الشعبية العراقية) وتسجل فصولا اخرى في بناء الدولة وحمايتها.