الجمعة - 29 مارس 2024

المقاصد الضائعة في الأغلاط الشائعة(80)

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


إعداد: محمد الجاسم ||

” تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها الناسَ ” ـ حديثٌ شريف

ـ همزةُ القَطْعِ .. و .. همزةُ الوَصْلِ.
يقع الكثير منا ، وأنا أحدهم ، في الغلط الإملائي الشائع، في رسم الهمزة الابتدائية، دون أن نلتفت إلى هل هي همزة وصل أم همزة قطع. وبمرور سريع لتعريفهما نقول، إن همزة الوصل تقع في أول الكلمة ويثبت لفظها عند الابتداء بها، ويسقط عند وصل الكلمة بما قبلها، أي تُنطَق نطق همزة القطع في بداية الكلام، ولا يُنطق بها في حال الوصل بينها وبين الكلمة التي قبلها، ولا تُرْسَمُ هذه الهمزة، بل تُكتب بهيئة حرف الألف، بهذا الشكل ( ا ) ، وسُمّيت همزةَ الوصل لأنها تصل بين الكلمة وما قبلها. وثمة اختبار يسير لمعرفة أي الهمزتين أمامنا لتحديد رسمها من عدمه في الكتابة ، نكتب قبل الكلمة المُراد تمييز نوع الهمزة فيها أحد حَرْفَيْ العطف (و) أو ( فـ) ،فإذا نطق القارئ صوت الهمزة (أَ، أُ، إ) من حلقه أثناء النطق، كانت همزة قطع، أمّا إن انتقل من حرف الواو أو الفاء فوراً إلى الحرف الذي يلي الهمزة التي بدأ بها الكلمة، دون أن ينطق بصوت الهمزة، كانت همزة وصل.
قال تعالى (كشاهد على همزة الوصل):
” قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ” ( يس ـ 26)
وقال الشاعر دعبل الخزاعي:
” وَعَدُّوا عَلِيّاً ذَا الْمَناقِبِ وَالْعُلا … وَفاطِمَةَ الزَّهْراءَ خَيْرَ بَناتِ
وَحَمْزَةَ وَالْعَبّاسَ ذَا الدِّينِ وَالتُّقى … وَجَعْفَرَهَا الطَيّارَ في الْحَجَباتِ “
وقال تعالى (كشاهد على همزة القطع):
” خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”(البقرة ـ 7).
وقال الشاعر عبدالحسين الجاسم في رثاء أمير البلغاء والفصحاء:
” أمْ قدْ تعفَّتْ رسومٌ كنتَ تعهَدُها … حصنَ الشريدِ ومَقرى الجائعِ الضَّرِمِ
أَفْصِحْ هُديتَ عن الأشجانِ إنَّ بِنا … شَجَى شَجٍ مِنْ فعالِ الدَّهْرِ مُهْتَضَــمِ “

ورُبَّ قولٍ.. أنفذُ مِنْ صَوْل .
ــــــ