الجمعة - 19 ابريل 2024

الحرب الناعمة الاخطر على الشعوب العربية

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


حسن الحسناوي ||

كانت الحرب الناعمة معروفة في تاريخ الصراع الفكريّ والبشريّ وكذلك الصراع العسكريّ، فإنّ مصطلح الحرب الناعمة أو الغزو بالطرق الجديدة جرى تطويره على مراحل في الراهن، فجوزيف ناي هو أول من استخدمه ضمن كتابه “وثبةٌ نحو القيادة – الصادر عام 1990، ثمّ أعاد استخدامه في كتابه “مفارقة القوة الأمريكية ” عام 2002، ثمّ طوّر ناي أفكاره في كتابه “القوة الناعمة – Soft Power” عام 2004.
وقوام الحرب الناعمة استبدال الدبّابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والاحتلال المادي بالاحتلال الفكري والأيديولوجي، واحتلال الأبدان باحتلال النفوس والأرواح والعقول، وتكريس هزيمة الفرد والمجموع في أيّ قارةٍ أو خارطة من دون حاجة لاستخدام القوة العسكرية. وعندها، يسهل استعباد الأمّة، هذه الأمّة أو تلكم الأمّة. وتتطلب الحرب الناعمة تأسيس غرفة تفكير استراتيجية ذكية يسودها العقل الجمعيّ في غرفٍ إعلامية إلكترونية واستخبارية، وعبر استخدام قنوات الإعلام العربيّ المتأمرك أو الإعلام الغربي المعرّب، وكذلك وسائل الاتصال، Facebook، Twitter، Instagram، وما إلى ذلك من وسائط الاتصال، والهدف العقل العربيّ والمسلم لتهميشه.
وتعمل غرف الحرب الناعمة على تفجير المتناقضات في الداخل العربي والإسلاميّ وتأجيج الصراعات الدينية وبثّ الفوضى وإقناع العرب أنّهم عاجزون ميتون غائبون همجٌ رعاعٌ متوحّشون. ومن هذه الفرق فرقة كيدون الموسادية المتخصّصة في هذا المجال، ووحدة التخطيط الإلكتروني في مركز الأبحاث التابع للمخابرات الأمريكية، ووحدة 8200 الصهيونية المعروفة باسم SIGINT والتي فيها مستعربون كثر يوجّهون عقول الشباب العربي والمسلم في وسائط الاتصال ويخلطون الحابل بالنابل مستغلّين في ذلك غياب الحسّ الأمني والثقافة الأمنية عند كثيرٍ من الشباب العربيّ والمسلم.
والقوة الناعمة هي أيضاً قوة سحرية يحصل أصحابها والمخطّطون لها على ما يريدون بقوة الأفكار والإعلام والأدب والمسرح والإعلانات والمواقع الإلكترونية والبرامج الفنية، سواء باللغة الغربية أو اللغة العربية التي تنتصر لمضمونٍ غربيٍ تغريبي.
ـــــــ