الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


د.حسين القاصد||

بدءا ليس بيني وبين السيد جابر الجابري أي خلاف؛ فلقد جمعتنا صداقة طيبة منذ أن التقينا أول مرة عام ٢٠٠٤ وهو يذكرها دائما، ويشيد بوفائي لأحبتي؛ ولعل بعضاً من هذا الوفاء هو تضامني معه في محنته الأخيرة، ونحن على تواصل شبه يومي حتى لحظة كتابة هذه السطور.
أما بعد: فإن اعتراضي على صيغة نعيه كان اعتراضا مهذباً من دون أية إساءة، لكني ومن باب الوفاء الذي يشيد به السيد الجابري، وجدت أن النعي الذي كتبه لا يليق بشخصه ولا يليق بفقيدنا الحبيب د. عبد الأمير الحمداني؛ ففي النعي تذكر مناقب الراحل لا أفضال الناعي، ولقد ذكر السيد الجابري أن الحمداني زاره عن طريق سكرتيره السيد مجاهد ابو الهيل وتمت إعادته للوظيفة خلال دقائق وهو الأمر الذي رأيت أنه لايجب أن يقال في مقام النعي، بل له أن يذهب إلى خانة الذكريات حين تتوفر أسباب كتابتها.
اليوم أنا في مجلس عزاء الحمداني الحبيب في الناصرية، والتقيت شقيق الدكتور عبد الأمير الحمداني.. وهو د. عبد الباري، وأخبرني أن د. عبد الأمير الحمداني تم تعيينه في عام ٢٠٠٢ في زمن النظام الساقط، والذي سعى في تعيينه هو استاده الآثاري دوني جورج، وبعد سقوط النظام الساقط بأشهر جعله السيد شيروان الوائلي مدير مفتشية الآثار، بعدها تعرض لمضايقات فترك الوظيفة ثم عاد إلى وظيفته وفق قرار ٢٢٠ لسنة ٢٠٠٠ لمجلس قيادة الثورة المنحل.. حيث عاد إلى وزارة السياحة والآثار التي كانت مستقلة ولم تدمج مع الثقافة الا في زمن حكومة العبادي.. وهذا يخالف التاريخ الذي ذكره السيد الجابري بصدد استقبال الحمداني وإعادة تعيينه في ٢٠٠٦. ويخالف صلاحياته لأن الوزارات لم تدمج الا في زمن العبادي.
وعمل منقباً مع المنقبة الأمريكية اليزبث ستود..
ثم ذهب للدراسة في الخارج ولم يعد للوظيفة الا وزيرا للثقافة، والكلام للدكتور عبد الباري بحضور الأستاذ أمير دوشي.
وقد طلبت من الدكتور عبد الباري الأوراق الخاصة بتعيين عبد الأمير الحمداني، وعدني بأنه سيوفرها لاحقا لأنهم منشغلون بمجلس العزاء واستقبال المعزين.
أكتب هذا التوضيح حرصا على الأخوة التي تربطني بالسيد الجابري، ومازلت على قناعتي بأن النعي فضاؤه مناقب الفقيد لا أفضال الناعي.
ولا أتبنى أي رأي بخصوص تعيين الحمداني فللجابري رأي ولشقيق الحمداني رأي ووثائق.
محبتي وتقديري للجميع والرحمة والمغفرة للحبيب الحمداني.