الجمعة - 29 مارس 2024

صنمية الطغيان الحاكم في العراق وكيفية التعامل معه/18

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


حسن المياح ||

《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر الواعي الثائر 》

عرض نماذج تفسيرية جزئية للنهضة والثورة والتضحية الحسينية

لا بد للحس والنشاط المكيافيلي لما تتعرض مصالح اللاعب السياسي للخطر والزوال، أن يتحرك شيطنة تخطيط ماكر خبيث ليعيد ما ذهب منه، ويسترجع ما كان فيه من سلطان متحكم مستفيد….. والى خطى هذا المنحى السلوكي المكيافيلي تحرك أحد دهاة شيطنة الجاهلية الشرير المغيرة بن شعبة الذي أخرج من سلطانه الحاكم على الكوفة ( العراق ) لما كان واليآ عليها من قبل معاوية، وأراد أن ينشط حراكآ مكيافيليآ إبليسيآ، وبحفاظ على ماء الوجه دهاء وجود متمكن، أن يمرر فكرة ولاية العهد لخلافة معاوية بن أبي سفيان في مخيلة دماغ إبنه يزيد بن معاوية، وهذا ما كان، وحبذ يزيد الفكرة أن تصل الى جعبة مكائد أبيه معاوية، لا سيما وأنه بطرح هذه الفكرة على أبيه، أنه يدغدع مشاعره لتحريك ما كان يخطط له معاوية للخلافة أن تكون وراثة في صلبه وعشيرته بني أمية، وتوريثآ بداية شروع في شخص إبنه المدلل المائع يزيد، وإستلم معاوية الفكرة من أبيه إستلام الداهية المقتنص للفرص من أن تفلت من بين يديه، وهي القادمة اليه من غيره الذي يطمع فيه أن ينال مأثرة عنده مقابل ما يحقق له ما هو طامع اليه وفيه، وأخبره إبنه أن القائل بهذه الفكرة * الصيد الجاهز * هو المغيرة بن شعبة، وأنه المستعد لتمريرها ونجاحها في أهم ولاية هي الكوفة ( العراق ) العصية على معاوية، لما يكون المغيرة هو حاكمها، وهذا ما حصل من معاوية للمغيرة إعادة تعيين المغيرة واليآ على الكوفة.
وهكذا تفتق ذهن الداهية الطاغية الجاهلي المنحرف المجرم معاوية إبداع إبتكار وإستحداث إنحراف شيطاني جاهلي ماكر خبيث جديد، ليكون المعول الهادم الناخر لأساس الخط الإلهي الرسالي في مسألة وموضوع وقضية أمر تعيين خلافة (خليفة ) المسلمين….. وهو أن يجعلها وراثية في البيت الأموي، إبتداءآ بالتمهيد، وتنصيب إبنه يزيد وليآ للعهد من بعده، وأن يكون هو الخليفة المعين المنصب المختار الذي يبايع من قبل كل وعامة المسلمين، أن يكون خليفة * عليهم * يتولى إدارة أمورهم.
ولو رجعنا خطوة الى الوراء، وتفحصنا وثيقة المعاهدة بين الإمام الحسن عليه السلام، وبين معاوية، فإنا لا نجد شيئآ من مثل ذلك، أو قريبآ منه، أو ما يشم منه رائحة تطرق اليه في الوثيقة…. والموجود بالوثيقة هو أن الحسن قد تنازل لمعاوية عن الحكم ( وليس إعترافآ بأنه الخليفة ) لفترة أمدها، أن ينتخب المسلمون لهم خليفة صالحآ كفؤآ مؤهلآ، وأن حاكمية معاوية هي — كما يعبر عنه في الحال الحاضرة سياسيآ — أنها فترة إنتقالية، مهمتها تمشية الأعمال والأمور مؤقتآ…. ولكن معاوية كما هو المعروف عنه دهاءه الشيطاني الماكر المتصيد للفرص إحتيالآ وإنقلابآ، قد لعب لعبته التي لعبها في غدره، بإلغاءه كل ما إتفق عليه في معاهدة الوثيقة التي أبرمها مع الإمام الحسن عليه السلام، من طرف واحد، الذي هو طرفه…. وأعلن بلا تورع، ولا خجل، ولا حياء، أنه يدوس بنود معاهدة الإتفاق المبرمة مع الإمام الحسن بقدمية، وأنه لاغيها، ومنكرها، ولا يعترف بأي بند من بنودها، وليس هو من يعمل على أساسها، وبموجبها…. وهذا هو الذي كان من معاوية الداهية الطاغية المجرم المتحول.
وحتى يطمر معاوية بنود المعاهدة، وينسفها، ولا يعترض عليه بما فيها…. فإنه أقدم على قتل الإمام الحسن بالسم، وبهذا أن معاوية قد أنهى كل وجود أثر وشاهد لهذه الإتفاقية….. وحقيقة معاهدة الصلح، أن الأمام الحسن عليه السلام قد إضطر الى عقد إتفاقية الصلح هذه بما هو مدون فيها من دون تحريف، أو تلاعب، أو تغيير، أو تبديل، لما وجد خذلان الناصر، وأن الإمام الحسن المهتم بالحفاظ على ما تبقى من القاعدة الجماهيرية المؤمنة الصلبة القليلة التي هي بذرة غرس، ونماء تربية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام التي أسسها قاعدة إيمانية واعية لما هو الحفاظ على الخط الإلهي الرسالي، والممارسة النبوية المحمدية في تأسيس وبناء قاعدة تكون أساس نقطة إنطلاق واع، وشروع مخطط مبرمج لما هو الحفاظ على ديمومة وإستمرار وتواصل الخط الرسالي القرآني السالك طريق إستقامة عقيدة لا إله إلا الله، تمكين حاكمية وبناء دولة مؤمنة رسالية تقوم على أساس العدل الإلهي في كل ما هوحكم تشريع وتنفيذ وسلوك وتربية خلق نبيل رفيع….، وأن الموافقة على معاهدة الصلح وفق تدوين بنودها التي يمليها بما يقررها ويوجبها الأمام الحسن عليه السلام، ويوافق عليها معاوية بن أبي سفيان، وأن تكون سارية المفعول فترتها الزمنية القصيرة المحدودة التي ينتهي حينها لما ينتخب المسلون خليفتهم الصالح الذي يريدوه خلال فترة زمنية قليلة وجيزة.. وهذا ما إنقلب عليه معاوية بن أبي سفيان،
وأكد بلطجة قاهرة تثبيت وجوده أنه الخليفة كما هو يتصور، ويرغم الآخرين على تصورها، ولا قيمة لأي بند من بنود المعاهدة التي ألغاها علنآ وقحآ، ونسفها تطبيقآ عمليآ خليفة قهرآ فارضآ نفسه حاكمآ.
وبدأ معاوية العمل — لما أحس بدنو أجله المحتوم موتآ حتميآ، ببطن خالعة متورمة مترهلة منتفخة شالعة، وعلى الدوام جائعة — على تولية إبنه يزيد المجون واللهو، والخنا والعهر، وليآ للعهد من بعده، فرضآ ظالمآ قاهرآ مجرمآ بحديد البلطجة القاتل، ونار الإرهاب المميت الناقم …. وهو بهذا قد وضع أسس وراثة الخلافة في العقب من النسل والعشيرة، أو قل توريثها في صلبه القذر الكافر المنحرف الجاهلي المجرم، ونسبه العشيري الوضيع السافل الماجن في بني أمية، الذي يتزعمه أبوه أبو سفيان المحارب لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، وهو الماجن التافه الوضيع الماجن شارب الخمور واللاعب بالقمار الذي نقل عدواه الى حفيده الرذيل الوضيع السفيل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
ومعاوية هذا الداهية الجاهلي الشرير الشيطان المجرم قد كفر بالتخطيط الإلهي في تعيين الخلافة لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، تعيينآ بالإسم لعلي بن أبي طالب عليه السلام، لما أنزل آية إكمال الدين والرسالة بنبوة محمد، وإتمام نعمته جل جلاله بإمامة علي خليفة من بعده، وهذا الذي نقوله، ونؤكد عليه دائمآ، في أن الأمامة هي الإمتداد العقائدي والفكري والسلوكي المرجعي الطبيعي للنبوة… بما هما أصالة خط واحد ممتد الى قيام يوم الدين…. وأن معاوية قد رفض نظام الإنتخاب في إختيار الخليفة… بعدما أنكر نظام الشورى المتمثل بأهل الحل والعقد كما يقولون ويعبرون ويصفون، الذي سبق الإنتخاب العام للمسلمين.. وجاء بتشريع إبليسي شيطاني ماكر خبيث جاهلي بشري — إختلقه من عندياته الأنانية المكيافيلية النفعية الشيطانية السيئة — جديد، يجعل أمر الخلافة للمسلمين على أساس ملك وراثي ينحصر في صلب معاوية، وعشيرته الأموية الجاهلية الصنمية الكافرة الوثنية المجرمة..
وبهذا التصرف الشيطاني الماكر الجاهلي الخبيث، أصبح يزيد بن معاوية خليفة * على * المسلمين فرضآ بلطجيآ إرهابيآ قاهرآ….. والعجيب أنه يطلب من الإمام المعصوم الحسين عليه السلام الذي كانت النبوة في جده الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، والإمامة في أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، وأخيه الحسن عليه السلام، وأنها ( الإمامة والخلافة) الواجبة أن تكون فيه، لإمتداد النبوة في الإمامة خطآ رساليآ إلاهيآ هاديآ راشدآ مرشدآ.
ــــــــــ