الجمعة - 29 مارس 2024

النزول أو الصعود التدريجي للعمر السياسي

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


علاء طه الكعبي ||

*العمر السياسي

ما هي المحددات لمحافظة حزب ما أو سياسي معين، على استمرارية بقاءه في العملية السياسية أو المشهد السياسي .
هل النجاح او الفشل في المناصب التنفيذية أو التشريعية معيار لاستمرار الحياة السياسية ؟ هل الحفاظ على الجمهور أولى من المناصب ام العكس؟ أين أصبح دور المال السياسي في البقاء بالسلطة؟ وهل الاستعانة بالنخب السياسية المفكرة، والخبرة والتجارب لها دور؟ الاعلام وتأثيره ، هل البقاء بالسلطة يزيد من العمر السياسي ؟ ولعلنا لن نستطيع الإجابة لكل ما ورد، وربما نحتاج لكتب للإجابة عنها وتفصيلها.
لنطرح بعض الامثلة للتقريب والتوضيح :
الكثير يدعي أن العبادي نجح في ادارة الدولة كما يقال، اذا لماذا تراجع عمره السياسي وانتهى دوره في التأثير وناهيك من عدم حصوله على مقاعد تؤهله للبقاء في العملية السياسية.
التيار الصدري وفشلهم في ادارة كل المناصب التنفيذية والتشريعية ولكنهم لا زالوا يمتلكون التاثير في العملية السياسية.
المالكي هناك من يدعي انه فشل في ادارة دولة وادخل الدولة في أزمة مالية،وحرب داعش , وهو الآن المحور الأساس في العملية السياسية.
عمار الحكيم ، لازال يراوح بين التراجع والتقدم ولكن اثره موجود ، رغم الخسارة القاسية ، والتي عدلها بعد استقالة الكتلة الصدرية .
العمر السياسي للشيخ الخزعلي هو ثلاث أو أقل ولم يناقش لحد الان فشله أو نجاحه في العملية السياسية، ولكنه اليوم مؤثر ومؤثر جدا، وأصبح صاحب المشهد الأكثر حضورا في العملية السياسية.
دعونا نفكك كل هذه المقارنات التي لم نجد فيها معيار واضح ليحدد لنا من هو صاحب العمر الأطول في البقاء بالعملية السياسية.
ربما مدار الامر هو مدى فهمنا لمعنى السياسة ، وهل ما ذكرناهم هم سياسيون فعلا؟
السياسة علم قائم بذاته وإبداع وموهبة، والسياسي الحقيقي بحاجة إلى دراسة الأبجدية السياسية من ألفها الى يائها، إذ ليس كل من كتب خطابا سياسيا أو اصدر بيانا يشيد او يندد بموضوع معين او قرار سياسي يتحول إلى سياسي. السياسي الحقيقي والمتمكن يمتاز بالحنكة السياسية وبحث وتمحيص الأمور والمواضيع السياسية بعمق وروية، واختيار الأفضل منها لتحقيق المصلحة العامة. أما النفخ بالكير وعلو الصوت فهما من صفات المراهقين المتطفلين على علم السياسة وفنونها وما اكثرهم في عالمنا العربي.
المراهق السياسي يهتم بالقشور ولا يعير أي انتباه إلى الجوهر، ومن صفاته انه يصغي للشائعات والأكاذيب ويوليهما اهتماما كبيرا ويفسرهما كما يحلو له، محاولا استغلالهما لمصلحته الشخصية.وهذا اخطر شخص على العملية السياسية وخصوصا اذا كان له جمهور.
من خلال معرفتنا لمعنى السياسه أصبح واضحا لماذا أصبح الخزعلي والمالكي ترند في عالم السياسة وأفِل نجُم البقية.
أرى بعد اربع سنوات ستختفي وجوه واحزاب ويقل تاثيرها في العملية السياسية، كما اختفى علاوي والمطلك وغيرهم.