الجمعة - 29 مارس 2024

كولومبس الداعشي الأوربي المسيحي..!

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد صادق الحسيني ||

كولومبوس هو سكان الإقليم الأصليين إلى شمال أمريكا من آسيا بين الأعوام (40000 ــ 25000 ق.م) عابرين الجسر البري الذي يعرف الآن باسم: مضيق بِرينغ، الذي يفصل ألاسكا عن سيبيريا.
ويوحي الدليل الأثري أنه منذ حوالي عشرة آلاف عام قبل الميلاد، كان ثمة مجتمعات بشرية في المرتفعات الوسطى للمكسيك ووسط أمريكا ووديان الأنديز، بينما كانت بعض مساحات من حوض الكاريبي وسهول جنوب أمريكا مأهولة بالسكان منذ أقل من ألفي سنة قبل وصول كولومبس.
وتحوي تلك الأقاليم دليلاً على بزوغ زراعة وظهور حضارات متطورة.
وقدر عدد السكان الأصليين في عام 1492م بما يراوح بين خمسة وثلاثين وخمسة وأربعين مليون نسمة، يتشكل من خليط فسيفسائي لمجموعات [قبلية] تضم الأزتِكيين والإنكا والأروكاسيين والأرَوَكس والكاريب والتشِبتش وغيرها.
وقد طور السكان الأصليون ثقافات متطورة جدًا (أُولمِك، والمايا، وتولتك، وأزتِك، والإنكا.. إلخ). وجاء إخضاع الهنادِرة بعد الاكتشاف الأوربي للمنطقة بوقت قصير. يقول المؤرخ الامريكي هوارد زِنْ، في كتابه “التاريخ الشعبي للولايات المتحدة”: وجد كريستوفر كولومبس، الذي اعتقد أنه وصل الهند، ذهبًا وكما رأى سكان “أراواك” سهلي القيادة في “هسبنيولا”، فأطلق عليهم صفة “الهنود”.
وعندما نزل كولومبس ومن معه من بحارة إلى الشاطئ حاملين السيوف، ومتحدثين بلغة غريبة، هب سكان “أراواك” لتحيته، فقدموا لهم الطعام والماء والهدايا، حتى أن كولومبس كتب في سجلاته:
“لقد أحضروا لنا ببغاوات وكرات من القطن وحراباً وأشياء أخرى كثيرة. كانوا يريدون أن يستبدلوا بها الحلى الزجاجية وأجراس الصقور.
كانوا يودون الاتجار طواعيه في كل شيء يمتلكونه. كانوا أقوياء البنية، ذوي أجساد رشيقة وملامح وسيمة.. إنهم لا يحملون الأسلحة، بل أنهم لا يعرفونها، فعندما أريتم أحد السيوف، لم يعرفوا كيف يتناولونه؛ إذ أمسكوا به من ناحية النصل، فجرحوا أيديهم نتيجة جهلهم بهذا الأمر. ولم يكن لديهم حديد؛ إذ إن حرابهم كانت مصنوعة من القصب..
إنهم مطيعون حتى إنه من الممكن اتخاذهم خدماً رائعين.
لقد استطعنا بخمسين رجلاً فقط أن نخضعهم لأمرنا، ونجعلهم يفعلون ما نشاء”.
*كان سكان “أراواك” يتزينون بحلى صغيرة من الذهب يعلقونها في آذانهم؛ الأمر الذي جلب عليهم عواقب وخيمة. فقد اقتاد كولومبس كثيرين منهم على متن سفنه كسجناء، لأنه أصر على أن يقودوه إلى حيث توجد مصادر الذهب. *
يقول كولومبس: “بمجرد أن وصلت إلى أرض الهنود، وعلى أول جزيرة اكتشفتها، أخذت بعض أهلها عنوةً كي يدلوا بأي معلومات عما تحويه أراضيهم من أشياء”. وكانت أهم معلومة يبحث كولومبس عنها هي *الإجابة عن هذا السؤال: أين الذهب؟*
وأبحر كولومبس بعد ذلك إلى “كوبا”، ثم إلى “هيسبانيولا” -وهي الجزيرة التي تشمل اليوم كلاً من هاييتى وجمهورية الدومينيكان-. وفي هذه الجزيرة بني كولومبس من حطام السفينة “سانتا ماريا” حصناً يعد أول قاعدة عسكرية أوروبية في النصف الغربي للكرة الأرضية، وأطلق كولومبس على هذا الحصن اسم نافيداد “الكريسماس”، وأقام عليه عدداً من الحراس من بين أفراد طاقمه من البحارة.
*ثم أسر كثيراً من الهنود وحبسهم على متن سفينتيه الباقيتين، كما اشتبك مع بعض الهنود الذين رفضوا أن يبيعوه ما أراد من سهام ورماح هو ومن معه، مما أسفر عن ضرب اثنين من الهنود بالسيوف، فنزفا حتى الموت. *
وبعد ذلك، أبحرت السفينتان “نينا” و”بنتا” إلى الآزور وإسبانيا. وفي الطريق، ونتيجة البرد القارس، مات عدد من السجناء الهنود.
أما رحلته الثانية فقد تكونت من سبع عشرة سفينة وأكثر من ألف ومائتين من الرجال. وكان الغرض واضحاً؛ *العبيد والذهب. *
وانتقل كولومبس من جزيرة لأخرى، في منطقة “الكاريبي”، وأسروا عدداً كبيراً من الهنود.
لكن هنوداً كثيرين بدأوا في الفرار من قراهم لما علموا بنية الأوربيين، حتى أن كولومبس ورجاله وجدوا قرى كثيرة قد خلت من أهلها.
وفي “هاييتي” وجد كولومبس ورجاله أن البحارة الذين بقوا في الجزيرة لحماية حصن نافيداد ومن فيه من سجناء الهنود قد لقوا مصرعهم في معركة مع الهنود، بعد أن جابوا الجزيرة في شكل عصابات بحثاً عن الذهب وبعد أن قاموا باختطاف النساء والأطفال كعبيد، وكوسيلة لتحقيق المتعة الجنسية وتلبية حاجتهم للأيدي العاملة.
*ففي عام 1495، قام كولومبس ورجاله بغارة كبيرة على الهنود، أسروا فيها أكثر من ألف وخمسمائة من هنود “أراواك” ـ رجالاً ونساءً وأطفالاً، ووضعوهم في حظائر يقوم بحراستها الإسبان والكلاب، ثم انتقوا من بين هذا العدد، أفضل خمسمائة كي يتم شحنهم في السفن. في رحلة العودة إلى إسبانيا، مات في الطريق مائتان من الخمسمائة، ووصل الباقون أحياء سالمين، حيث عُرضوا للبيع في مزاد أشرف عليه رئيس الشمامسة*

*وعيك بصيرتك*