الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


حيدر المطوكي ||

بعد ما برهن الاطار التنسيقي الشيعي، تماسكه القوي بوحدة القرار والحفاظ على حقوق المكون الاكبر وهو المكون الشيعي، واصبح الثلث الضامن للعملية السياسية في العراق بعد ما اراد لها الانهيار بمخطط خبيث من دول عالمية واقليمية، وبمساعدة جهات سياسية شيعية وسنية وكردية من داخل العملية السياسية .
السؤال هنا ؟ هل ان الكتلة الصدرية ستستسلم، ام انها تحاول اطهار قوتها في الشوارع وجميعنا يعلم انها تمتلك نفوذ شعبي هائل .
الكتلة الصدرية والتي تتمتع بقوة شعبية كبيرة، عمدت الى الانسحاب من العملية السياسية والتي تمتلك ثلاث وسبعين مقعد في البرلمان العراقي، لتشير هذه الكتلة نيتها على مواجهة ثبات الاطار الشيعي في الشوارع .
ويريد زعماء الكتلة التحول في استخدام السلاح السري، والذي يتمثل في شبكته الشعبية الواسعة من انصاره وهيمنته على الشارع، لتكون بداية احرازهم النصر في الحرب النفسية وافتعال الفوضى .
لهذا اتجه زعماء الكتلة الصدرية الى تحشيد انصارهم وتجهيزهم، لصلاة موحدة مليونية، ويمكننا ان نستدل بأنها صلاة سياسية بأمتياز، من خلال تصريحات بعض النواب التابعين للكتلة الصدرية، وخصوصاً تصريح السيد حاكم الزاملي في بيان له .
نعاهدك اليوم، كما عاهدناك أمس، سنكون لك مساندين ولتوجيهاتكم طائعين، ولثوابتكم التي فيها كل الخير لصلاح البلد متمسكين، معكم يا من أثبتم أن القيادة ليست بترك الناس، وأن مشروع الإصلاح مسؤولية وطنية كبيرة تحتاج إلى تصدي وتضحية، وأنت أهل لها .
وتصريح النائبة في الكتلة الصدرية مها الدوري، اضافة الى تصريحات بعض النواب بعبارة اننا جاهزون .
ولو تمعنا جيداً بين هذه التصريحات وبين توقيت الدعوة للصلاة الموحد، سنجد ان اهداف هذه الصلاة، فيها عدة رسائل وبأختصار .
الرسالة الاولى تكمن في الاعداد، حيث تريد الكتلة الصدرية ان توصل هذه الرسالة الى الاطار الشيعي بشكل خاص والى العالم بشكل عام، اننا الاغلب والاكثر شعبية في العراق، من خلال هذه الجموع الغفيرة المليونية، التي ستصلي في بغداد.
اما الرسالة الثانية فهي: بأننا قادرون لمنعكم من تشكيل الحكومة المقبلة، بزج هذه الجموع الغفيرة بمظاهرة مليونية، بعد الاتفاق مع المدنيين والتشرينيين، بأعتبار الهدف واحد هو اسقاط الاطار الشيعي الثابت، والذي يمثل خط المقاومة .
اما الرسالة الثالثة، وهي اننا ما زلنا في الساحة السياسية ولا تستطيعون ازالتنا، وان الشعب هو من يريد لنا البقاء في الحكم للتصدي للفاسدين والمفسدين .
وبعبارة اخرى اننا المصلحون وانتم الفاسدون، هذا هو قرار الشعب وما يقوله الشعب نحن جاهزون لتنفيذ اوامره، وفي الحقيقة ان الشعب هم اتباع التيار الصدري، واتباع ابناء السفارة الامريكية من التشرينيين والعملاء والبعثيين المندسين بين هذه الصفوف.
لكن لو قرأنا بين السطور في هذه الرسائل، لوجدنا ان الكتلة الصدرية في وقت الازمات يحصل تحول في الخطاب، فيرجع الى ارضيته الايدلوجية الدينية الماسكة لجماهيره، ويتكلم باسم الهوية الصدرية الدينية والهوية العشائرية، وان صلاة الجمعة واجبة شرعياً على أنصار الكتلة الصدرية، ولا عذر للمتخلف عن الحضور، هنا أصبح الخطاب في مجمله دينياً عشائرياً يعتمد على مفهوم الفزعة وهو تعبير عشائري، معناه المناصرة ودغدغة المشاعر الدينية، وخلق أعداء وهميين لا وجود لها من الاساس .