الجمعة - 29 مارس 2024

زيارة بايدن للمنطقة وثقل الضيف والمهمة

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


محمود الهاشمي ||

لاول مرة يجد رئيس اميركي الحرج في زيارته الى الشرق الاوسط ،فقد عرف عن الرؤساء الاميركان انهم يحظون باهتمام كبير خلال زياراتهم الى هذه المنطقة ذات الثروات والمواقع الجغرافي المهم .
الرئيس الاميركي سيزور المنطقة بدأ من الكيان المؤقت الى السلطة الفلسطينية ثم الى السعودية ..سبقت هذه الزيارة زيارات وتفاهمات قام بها اعضاء من الكونغرس الاميركي وشخصيات معروفة بدعوات التطبيع
بالاضافة الى من هم معنيون بالملفات الامنية والطاقة .
الملفات الاربعة التي من المفروض ان يناقشها بايدن خلال زيارته للمنطقة هي (4) !
الطاقة وامن اسرائيل والقضية الفلسطينية والملف النووي الايراني،والامن الغذائي .
هذه الملفات من الصعب تحقيق اي نجاح يذكر فيها فاسرائيل لاتقبل مناقشة حل الدولتين الفلسطينيتين ولامناقشة وقف الاستيطان ..وقضية الطاقة فان الامارات اعلنت مسبقا غير قادرة على زيادة انتاجها من النفط
والسعودية ادعت بانها اقصى مايمكن ان تزيد من انتاجها هو (150)الف برميل يوميا كونها خاضعة الى معدلات الاوبك .
الملف النووي الايراني ،سيبقى معلقا مادام حتى اللحظة لم يتم التوصل الى تفاهمات بين الولايات المتحدة وامريكا ويبدو ان امريكا تريد ان تبقي هذا الملف معلقا مع ايران لحين الانتهاء من الزيارة،فيما القلق ينتاب اسرائيل والعملاء بانه في حال اهمال الملف النووي ستذهب ايران لانتاج السلاح النووي خاصة وان التقارير تؤكد ان الامر يحتاج الى اسابيع لاغير!
قضية امن اسرائيل فيه خلافات كثيرة ،لان المشروع يقضي بان يكون امن دفاعي مشترك
لدول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى الاردن ومصر والعراق واسرائيل ،وهذا يعني ان العرب سيكونون وسيلة للدفاع عن امن اسرائيل
والتي منذ (70) عاما هي عدوتهم الاولى ،فكيف يتم تحويل ثقافة شعوبهم نحو هدف اخر اسمه (ايران )؟ ثم ان ايران ترتبط بعلاقات مع معظم هذه الدول المشكلة لهذا التحالف ؟
والخطر الاكبر ان تتحول ثقافة الجيوش العربية
بغير اتجاه القضية الفلسطينية .خاصة تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم “تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي” أو اختصارا بكلمة “ميسا” (MESA)، وعُرف إعلاميا باسم “الناتو العربي”. سبق وان تمت محاولات كثيرة بهذا المعنى لكنها فشلت ولاسباب معلومة فليس هنالك من حالة انسجام بين الاطراف العربية بهذا الشأن خاصة اذا لم تتوفر قناعة لهذا الخيار !
مشروع تحالف (الشرق االاوسط الاستراتيجي )
يعني محاصرة المقاومة ومراقبة اعمالها ونشاطاتها العسكرية بمعنى تكون هناك دفاعات ومراقبة جوية مشتركة تتوزع داخل الدول المنضمة لهذا التحالف ومن بينها العراق .
السيد الكاظمي سيحضر ممثلا عن العراق للقمة التي سيشترك بها العراق ودول مجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر ،،وهنا لابد من وقفة ! ماالجدوى من حضور العراق لهذه القمة التي سيترأسها بايدن ؟ ومادواعي انخراط العراق في مشروع لحفظ امن اسرائيل ؟
مادامت امريكا هي من تتولى ادارة هذا التحالف حتما ستكون المراقبة وتبادل المعلومات مع العدو الصهيوني من داخل العراق وفي احدى القواعد التي مازالت بيد القوات الاميركية !! وهنا ستهاجم المقاومة اي مكان فيه (نشاط صهيوني)مهما كان شكله ونوعه ،خاصة وان تحت يديها قرار من مجلس النواب يمنع اي شكل من اشكال التعاون مع الصهاينة ! كما لديها قرار باخراج القوات الاجنبية وبذا فان الغطاء القانوني موجود ،فيما سيكون الكاظمي تحت طائلة القانون ايضا !
الفلسطينيون من جهتهم غير مرحبين بزيارة بايدن ويرون ان الرجل جاء لنصرة اسرائيل وامنها وليس لصالح الشعب الفلسطيني اما السعودية فانها لم تعد تثق بامريكا بعد تخليها عن افغانستان وسحب المضادات الجوية والتهاون في مشروع حل الدولتين الفلسطينيتين ..اما الامارات فتعلم ان اسرائيل لاتستطيع ان تمنع عنها وصول الصواريخ والطائرات المسيرة فيما لاترى عمان سببا لعلاقة امنية مع الصهاينة تخلق لها ازمات داخلية وخارجية ..من جهتها ايران فانها بالضد من اي مشروع يحمي اسرائيل ويديم وجودها وكما اكدكمال خرازي مستشار المرشد الاعلى للحمهورية الاسلامية
(لن نسمح لحلف الناتو بالعمل قرب حدودنا ونعتبره تهديدا لأمننا”)