الخميس - 28 مارس 2024

قراءة سريعة في بيان الحاج العامري

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


ماجد الشويلي ||

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي


سلفا لابد لي أن أبين بأن مقالي هذا مبني على بعض المعطيات إضافة لابداء الرأي الشخصي وفقاً للمنهج التحليلي
وعليه ينبغي إيراد مايلي ؛
“مواطن القوة في البيان”
أولاً:- أن هذا البيان عبر بشكل واضح وجلي عن مكنونات الحاج العامري وروحه الجهادية المفعمة بالإيثار فلا غرابة أن يصدر منه مثل هذا البيان
ثانياً:- رغم أن البيان أتى بنحو التأكيد على عزوف السيد العامري عن رغبته في الترشيح لرئاسة الحكومة الا أنه جاء بتأكيد آخر هو أكبر من الأول على أنه متمسك بوحدة الإطار التنسيقي وداعم لمخرجاته السياسية
ثالثاً:- يمكن قراءة هذا البيان على أنه تفريغ لشحنات الاحتقان السياسي داخل المكون الشيعي والحيلولة دون أن يفهم التيار الصدري والرأي العام المحلي والاقليمي من أن ثمة تعبئة شيعية مضادة لتوجهات التيار الصدري همها الأكبر الحصول على المكاسب السياسية
وحصر الخلاف مع التيار في بوتقة الخلاف في الرؤية فحسب
رابعاً:- يبدو أن هناك التزام بين قوى الإطار على فسح المجال للكفاءات المستقلة والنزيهة بالتصدي لادارة شؤون البلد وهذا البيان التزام أخلاقي تجاه هذا الاستحقاق الجديد
خامساً:- من جملة مايمكن اعتماده ولو على نحو الاحتمال الراجح أن هذا المنحى يخفف من وطأة الضغوطات والهجمات الاعلامية المضادة للاطار التنسيقي والتي تتهمه بالتفريط بالتيار الصدري وعرقلة مشروعه لأجل المغانم السياسية
سادساً:- هذا المنحى الذي اعتمده البيان من شأنه أن يعزز ثقة جمهور الاطار بقياداته . هذه الثقة التي تصدعت إثر ما ينقل عن وجود تقاطعات حادة وتنافس محموم حول المناصب بينهم
سابعاً:- إن مضت الأمور بسلاسة وروية بهذا الشكل فقطعا ويقينا سينعكس هذا الأمر على إنجاز بقية الإستحقاقات الدستورية كما أشار البيان
خاصة وأن المعلومات المتوفرة تقضي بأن الحاج العامري لن تكون له مطالبات بالمناصب وهذا الأمر قد يسهم بتدشين مرحلة جديدة من تضييق مساحة المحاصصة لاقل قدر ممكن
(اقول قد يسهم)
ثامناً:- توقيت اصدار البيان مع ارتفاع وتيرة التحضيرات لصلاة الجمعة والتظاهرات التي دعا اليها التيار الصدري مناسب لاعتبارات عدة يطول المقام بشرحها
“مكامن الضعف في البيان”
أولا:- كان ينبغي أن يقتصر البيان على ذكر التخلي عن استحقاق الترشيح له شخصياً لرئاسة الحكومة ولا يأتي بالتأكيد على عدم المشاركة في الحكومة لأنه بيان يتعلق بشخص السيد العامري وليس ب(شخصيته) كزعيم سياسي له أتباع واستحقاقات حكومية وفقاً للعرف المعمول به سياسيا.
ثانياً:- إن عبارة ((رغم قرارنا بعدم المشاركة في أية حكومة مستقبلية))
ففضلاً عن عدم وضوح العبارة وحملها لمعنى مغاير للمقصود إذ إن الحكومة المستقبلية (صانعة المستقبل)هي غير الحكومة مستقبلا !
أقول فضلا عن ذلك فإن دلالة هذه العبارة فتحت الباب أمام تكهنات شتى وكأنها تشي بالامتعاض وعدم الثقة بقدرة الحكومة على الصمود والبقاء طويلاً
ثالثاً:- ما يعزز الرأي الذي أشرنا اليه في النقطة السابقة هو الاستشهاد بقول أمير المؤمنين (ع)((والله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين ولو لم يكن فيها جور الا علي خاصة))
وكأن الحاج العامري قد اتخذ هذا القرار على مضض
رابعاً:- إن هذا البيان لم يأت مشتركا عن الاطار ولذا يعزز الشكوك لدى الفرقاء السياسيين من أن ثمة فرقة وخلافاً بين الإطاريين
خامساً:- قد يفهم منه تخل عن الحاج المالكي في مواجهة التيار
سادساً:- كما قد يفهم منه على أنه ترفع عن التهافت الحاصل حول الحصول على المكاسب(صورة سلبية للوضع الداخلي للاطار)
أي بمعنى أنه لم يصدر على أنه مسار جديد في سياق النضج السياسي ونظرته لاستحقاقات المرحلة الراهنة
سابعاً:- قد يفهم منه على أنه خشية من تلويحات وتلميحات التيار الصدري .
أخيراً؛ على مستوى حسن النية والموقف الأخلاقي فانه يحسب للحاج المجاهد العامري ويثمن له هذا الموقف بشكل كبير
ولكن كان يمكن أن يكون هذا البيان صادر عن الاطار كموقف سياسي موحد
لطمأنه الجمهور على مستقبل الاطار
والخطوات التي سيتم خلالها استيفاء
الخطوات اللازمة لتشكيل الحكومة

انتهى
ـــــــــــ