الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


جمعة العطواني ||

في مقابل هذه الظريات التي ظهرت قبل اربعة قرون وزحفت من بيئتها السياسية وظروفها الاجتماعية الغربية الى البيئة الإسلامية وتعقيداتها السياسية والاجتماعية والثقافية لتكون بديلا سياسيا واجتماعيا وثقافيا عن الدين والقيم والاخلاق في مجتمعاتنا، وكل ما كان يحصل بسهولة ويسر لاصحاب هذه النظريات كان بسبب نجاحهم في انزواء الدين عن مساحته التي كان ينبغي ان يتحرك بها، وهذا الانزواء تحقق بعد عقود طويلة واجهها الدين الإسلامي من اجل (وأده) والقضاء عليه، وهذه المواجهة حصلت من خارج وداخل البيئة الإسلامية، ونقصد بالبيئة الإسلامية هي البيئة الثقافية والسياسية التي مر بها الإسلام طيلة قرون من وجوده.
فقد تعرض الإسلام الى انتكاسات كبرى، ولولا مشيئة الله وحفظه لهذا الدين لاصبح نسيا منسيسا، وكذلك لولا وجود القرآن الكريم والتراث الكبير والهائل الذي خلفه الرسول الاعظم واهل بيته عليهم السلام لكان الإسلام اثرا بعد عين.
كما ان الجهد الكبير لاكابر علماء الدين ومفكري الإسلام وهم ينافحون ويكافحون على اكثر من جبهة له الدور المهم في ديمومة قيم الإسلام وثوابته وصموده امام التحديات الكبرى التي واجهته.
لكن لابد من التاكيد على ان هناك من ساعد العدو في (انزواء) الدين وتحجيمه (تقوقعه) ضمن مساحة لا تتجاوز باحات المسجد ومجموعة من الاخلاقيات والعبادات الفردية التي لا تعارض اصحاب النظريات الغربية، واذا ما عارضتهم فهي لا تتجاوز الاعتقاد الباطني دون الموقف المبدئي والسلوك العملي، حتى قيل ان الإسلام هو باطني الشعائرليس اكثر.
اليوم وتحديدا بعد بزوغ نجم الإسلام المحمدي الاصيل بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني(قدس)، عاد الوهج الحقيقي للاسلام الاصيل، ونفض غبار السنين وتراكمات الانظمة والطواغيت التي جثمت على صدره وصدر الشعوب الإسلامية، عاد الإسلام ليرتدي ثوبه الناصع، ويمتطي صهوة جواد العلم والقيم والاخلاق والسياسة، ويلامس عقول ومشاعر وهموم المجتمعات الإسلامية، ويتحول الى محور وقطب كما كان في صدر الإسلام.